التحق محمد بشار، الفنان الفكاهي الشعبي المعروف لدى المغاربة ب”زروال”، برفيق دربه وعمه علي بشار، المعروف ب”قشبال”، إلى الدار الأخرى، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ونقل زروال، الثلاثاء الماضي، إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات، حيث أسلم الروح إلى بارئها، بعد أن فشلت جميع محاولات إنعاشه. وقد رحل متجاوزا الثمانين من العمر، في نفس السن التي توفي فيها صديقه ورفيق دربه قشبال سنة 2018.
وعاش الراحل زروال آخر حياته في فقر وتهميش، بعد أن كان أشهر من نار على علم، وشكل رفقة قشبال، في السبعينات والثمانينات، ثنائيا فكاهيا ناجحا ومطلوبا داخل وخارج أرض الوطن.
وعرف الثنائي الساخر، قشبال وزروال، بالفكاهة والعزف على آلتي “البندير” و”لوتار”، كما عرفا بأغانيهما الخفيفة الضاحكة التي رددتها معهما أجيال من المغاربة.
وعرف الثنائي نجاحا وشعبية كبيرة بفضل بساطتهما وتطرقهما بأسلوب ساخر وخفيف لمختلف قضايا المجتمع في “سكيتشات”، كانت تمتح من صلب الثقافة التراثية الشعبية للمغاربة، وهما يرتديان لباسهما التقليدي “العروبي” ويقومان بحركاتهما الراقصة العفوية.
ويتحدر الثنائي من منطقة ولاد بوزيري بضواحي مدينة سطات، عاصمة الشاوية. وقد بدآ مسارهما من فن “الحلقة” في بوادي المنطقة، قبل استقلال المغرب، لتلقى أعمالهما إقبالًا وانتشارًا في باقي أنحاء البلاد، قبل أن يشكلا ظاهرة فنية سنوات الثمانينات، ينتظرها جميع المغاربة مساء كل سبت لتطل عليهم من شاشة التلفزيون، مستفيدين من دعم وزير الداخلية القوي آنذاك ادريس البصري، ابن مدينتهما سطات، الذي كان من بين أكبر المشجعين لموهبتهما.
قم بكتابة اول تعليق