نيطع القايم… صوت التراث المغربي

من منا لم يقف مشدوها أمام روعة صوت وأداء نيطع القايم، المغنية الإسرائيلية التي تعيد أغاني تراثية مغربية؟ومن منا لم يتناقل فيديوهاتها ويتقاسمها مع الأصدقاء عبر “فيسبوك” و”واتساب”، وهي تشدو بروائع مغربية خالدة؟ 

هذه المغنية الشهيرة في إسرائيل تعود أصولها إلى المغرب، فهي أمازيغية من تنغير، حيث ولد جدودها لوالدها، أما والدتها فرأت النور في مدينة الدار البيضاء، لكن أصولها تعود إلى منطقة إليغ جنوب المغرب.  هاجر والداها نحو إسرائيل حيث ولدت نيطع سنة 1980 بمدينة نتيفوت، التي تعرف أكبر تجمع لليهود المغاربة المقيمين في الدولة العبرية. 

عشقت نيطع التراث المغربي بتعدد روافده ومكوناته. وجعلت تطويره وإعادة إحياءه بتوزيع جديد، هدفها الأكبر والأسمى، واستطاعت، بفضل موهبتها الموسيقية ومثابرتها، أن تصنع لها اسما في الساحة الفنية في إسرائيل، وتصبح المغنية المفضلة لدى اليهود الشرقيين، خاصة الذين تعود أصولهم إلى المغرب، والذين يعتبرون صوتها وأغانيها سفينة عبورهم من جديد نحو أرض الأجداد والحنين. 

تقول نيطع عن هذا الاختيار الموسيقي في أحد حواراتها “الموسيقى المغربية لا توجد فقط في المغرب. المجتمع اليهودي المغربي جلب إلى إسرائيل تقاليد رائعة. جداتنا تكلمن الدارجة المغربية. في الأعراس والأفراح، الموسيقى المغربية حاضرة بقوة. في المعابد، شعائرنا تتم على الطريقة المغربية. نعيش المغرب كل يوم ونحن بعيدون عنه”. 

اقتسمت نيطع، التي اشتهرت في المغرب بإعادة غناءها رائعة “هاكا آ ماما” للفنانة اليهودية المغربية زهرة الفاسية، حب التراث المغربي مع زوجها عاميت هاي كوهين، وهو من أصول مغربية (نواحي ورزازات) تونسية، الذي يرافقها في العزف على آلة البيانو. وهما يعيشان في القدس، رغم أنها تعرفت عليه في طفولتها في نتيفوت، ومنذ ذلك الحين لا يفترقان، يجمعهما حب الموسيقى والتراث المغربي. 

شاركت نيطع في العديد من المهرجانات المغربية، كما مثلت المغرب في العديد من التظاهرات الفنية والموسيقية عبر العالم. وقد كانت قصة عشقها المغربي محور الفيلم الوثائقي “في عينيك كا نشوف بلادي”، للمخرج المغربي كمال هشكار، المهووس بالإرث اليهودي المغربي، والذي سبق أن أخرج فيلمه الشهير “تنغير جيروزاليم” عن الجذور الأمازيغية لليهود المغاربة. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*