إدريس الشرايبي… الثائر على التقاليد

ولد إدريس الشرايبي يوم 15 يوليوز 1926 بمدينة الجديدة المغربية لعائلة تعود أصولها إلى فاس، العاصمة العلمية للمملكة. شب وترعرع في العاصمة الرباط قبل أن ينتقل رفقة الأسرة إلى مدينة الدار البيضاء، حيث انضم إلى ثانوية “ليوطي” الشهيرة، التابعة للنظام التعليمي الفرنسي، بعد أن تلقى تربية دينية صارمة في “المسيد”، ليلتحق أثناء مقامه بالرباط بمدرسة محمد كسوس. 

أكمل ادريس الشرايبي دراسته في فرنسا التي حط الرحال بعاصمتها باريس سنة 1945، من أجل دراسة الكيمياء، لكنه سرعان ما سيجد في نفسه ميلا نحو العلوم النفسية ثم الأدب والصحافة، ليصبح في ظرف سنوات من الكتابة، واحدا من أهم الكتاب والأدباء المغاربة الذين يكتبون بالفرنسية. 

أثار الشرايبي الجدل منذ أصدر كتابه “الماضي البسيط” سنة 1954، وكان المغرب حينها لم يحصل بعد على استقلاله، فاتهم بالعمالة المستعمر وبخيانة الوطن، لأنه انتقد من خلاله العادات المغربية البائدة والتقاليد التي اعتبر أنها تحول دون تقدم البلاد، حتى بعد الاستقلال. كان “الماضي البسيط” (لو باسي سامبل) ثورة في خمسينات القرن العشرين، لأنه عرى واقع الإسلام والتدين والنفاق في المغرب، كما عرى واقع المرأة المستضعفة، وتحدث عن العنصرية والفقر والتخلف ودول العالم الثالث والكولونيالية وسلطة الأب، في خلطة تدميرية شاملة لجميع المفاهيم و”القيم”، التي اعتبرها تقف عثرة أمام تقدم المجتمع المغربي ومعها مجتمعات بلدان ما يعرف بالعالم الثالث. 

توفي ادريس الشرايبي في فاتح أبريل من سنة 2007، بمدينة كريست بفرنسا، لكنه دفن، بناء على وصيته، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، إلى جانب والده، الحاج الفاطمي، الذي تصالح معه في أيامه الأخيرة، مخلفا وراءه ثروة من الكتب القيمة من بينها “لي بوك” و”لان” و”لافول” و”الحضارة أمي” و”موت الربيع” و”رجل الكتاب” و”vu,lu,entendu »، إضافة إلى “الرجل الذي أتى من الماضي”، وهو آخر كتاب له أصدره سنة 2004. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*