الطيب الصديقي… النابغة

يختلف الكثيرون حول شخص الطيب الصديقي، لكن الكل يجمع على أن الرجل كان نابغة وعبقري زمانه. فهو يتحدث ويتقن العديد من اللغات، من بينها اللاتينية القديمة والعبرية، وقارئ نهم لجميع أنواع الكتب، ومتعدد المواهب، وكاتب ومثقف لا يشق له غبار. 

ارتبط اسم الصديقي، بأب الفنون. لقب بأب المسرح المغربي، والمؤسس الأول، رغم إسهاماته في مجالات أخرى مثل التشكيل والخط والتمثيل والسينما والتلفزيون. بدأ مساره بالمسرح العمالي، الذي أسسه سنة 1957 بطلب من الاتحاد المغربي للشغل، وقدم معه أعمالا كثيرة، من بينها “الوارث”، قبل أن يؤسس في الستينات فرقة المسرح البلدي ثم فرقة الصديقي سنة 1963، وفرقة “مسرح الناس” سنة 1970 و”المسرح الجوال” في 1974. 

أخرج الصديقي أكثر من ثمانين عملا مسرحيا إضافة إلى فيلم “الزفت” وأربع أفلام سينمائية قصيرة، وشارك في كتابة العديد من النصوص للسينما والتلفزيون كما اقتبس العديد من الأعمال العالمية ومثل في العديد من الأفلام الشهيرة مثل “لورنس العرب” و”الرسالة”…. 

ولد الطيب الصديقي سنة 1939 في مدينة الصويرة، حيث نشأ في جو التسامح الذي كان سائدًا بين المسلمين والمسيحيين واليهود الذين كانوا يسكنون المدينة، قبل أن ينتقل إلى الدار البيضاء وهو ابن تسع سنوات حيث درس إلى غاية الباكالوريا، ليستكمل دراسته في باريس التي سافر إليها وهو ابن 16 سنة، حيث حصل على باكالوريوس في الآداب، وتلقى دورات تكوينية مسرحية على يد أسماء فرنسية شهيرة. 

عرف الصديقي بصراحته وجرأته التي جرت عليه الكثير من الانتقادات والاتهامات، خاصة بعد زيارته الشهيرة إلى إسرائيل عقب اتفاقية أوسلو وارتباطه بعلاقة صداقة قوية مع وزير خارجيتها السابق شيمون بيريز. 

توفي الصديقي سنة 2016، مخلفا وراءه تاريخا مسرحيا مكونا من العديد من الأعمال، كرسته واحدا من أشهر وأبرز المسرحيين المغاربة والعرب، أشهرها “ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب” و”سيدي ياسين في الطريق” و”الحراز” و”مومو بوخرصة” و”مقامات بديع الزمان الهمذاني” و”الشامات السبع” و”قفطان الحب” و”سلطان الطلبة” و”عزيزي”، آخر أعماله قبل أن يقعده المرض.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*