عبد المجيد الظلمي… أسطورة كرة القدم المغربية

ارتبط اسم عبد المجيد الظلمي بفريق الرجاء البيضاوي، الذي بدأ اللعب في صفوفه وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، بعد أن اكتشف مواهبه اللاعب الرجاوي المعروف ونجم المنتخب الوطني بيتشو، والذي شاهده يبدع في مراوغة المستديرة ذات مباراة هواة بملعب “شيلي” المعروف بمنطقة “لارميتاج”، بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. 

حقق الظلمي العديد من الانتصارات مع الرجاء، ومثلها مع المنتخب الوطني الذي لعب أول مبارياته في صفوفه سنة 1975 ضد المنتخب الليبي في إقصائيا الألعاب الأولمبية في مونتريال لسنة 1976، وهو ما جعل منه أسطورة كرة القدم المغربية، واللاعب الذي من الصعب أن يجود الزمن المغربي بمثله في السنوات القادمة. 

ظل الظلمي، الذي ولد في العشرين من شهر غشت سنة 1953 بدرب الفقراء، وفيًا لفريقه الرجاء البيضاوي الذي كان يعشقه، ورفض العديد من العروض المهمة من نوادي رياضية أوربية معروفة مثل بايرن مونيخ وأنتير ميلان، من أجل عيون “الخضرا”. وحتى حين لعب لصالح “الأولمبيك” في صفقة مربحة حينها، ظلت جماهير الرجاء تتابع مباريات لاعبها المفضل مع فريقه الجديد، حتى ولو تصادفت مع مباراة لفريقهم. أما حين سمع المشجعون بصفقة انتقال “الأستاذ” (مثلما كانوا يلقبون  الظلمي) إلى نادي الوداد البيضاوي، العدو اللدود، احتجوا في الملاعب على إدارة النادي التي سرعان ما ألغت الصفقة خوفا من غضب الجماهير الرجاوية. 

كان الظلمي يلعب في وسط الميدان. ورغم قامته القصيرة، لكنه كان يتمتع بتقنيات لعب عالية، وكانت له قدرة خارقة على تسيير اللعب وتوجيهه، كما عرف بمهارته في استعادة الكرة ومراوغة أكثر من لاعب في وقت واحد، لذلك أطلق عليه محبوه لقب “المايسترو”، الذي، رغم كل النجاح والشهرة التي وصل إليها، ظل “ولد الدرب”، الخجول الذي لا يحب الأضواء، إلى درجة أنه لم يجر في حياته حوارًا صحافيًا، واكتفى بتسجيل سيرته في كتاب خطه صديقه الصحافي كريم إيدبيهي، وظل الوثيقة الوحيدة الشاهدة على تاريخ وأسطورة الظلمي، الذي رحل عن الدنيا في 2017، وسط صدمة في أوساط محبيه وعشاق موهبته، الذين توجوه ملكًا على عرش كرة القدم المغربية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*