في الوقت الذي ثمنت العديد من الدول والمؤسسات الدينية، القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بحصر الحج هذه السنة على عدد محدود من المقيمين فوق أراضيها، سادت حالة من الحزن في أوساط الحجاج من مختلف البلدان الإسلامية، تم التعبير عنها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن العديد منهم ينتظر سنوات من أجل إتمام هذه الفريضة، ويدفع أموالًا طائلة من أجل رؤية الكعبة المقدسة والتبرك بأستارها.
وإذا كانت بعض الدول الإسلامية اطمأنت إلى هذا القرار وأيدته، من بينها مصر، فإن دولًا أخرى مثل إيران، عبرت عن استياءها من عدم رجوع السعودية إلى البلدان الإسلامية من أجل المشاورة، واستفرادها بالقرار، رغم أن بيت الله الحرام هو قبلة ملايين المسلمين من مختلف بلدان العالم. أما دول أخرى عديدة، فاكتفت بالصمت وعدم التعليق على القرار، بمن فيها المغرب، الذي أعلن فيه وزير الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق إرجاع مصاريف الحج للذين وقع عليهم الاختيار ضمن نظام القرعة مع الاحتفاظ بنتائجها للموسم المقبل.
وثمنت العديد من المؤسسات الدينية التي تفتي في شؤون المسلمين وتحظى بثقتهم، القرار السعودي، من بينها الأزهر الذي اعتبر قرار المملكة قرارا “حكيما ومأجورا شرعًا”، لأنه “يراعي إعلاء حفظ النفس، أهم مقاصد الشريعة الإسلامية”، وهو التوجه نفسه الذي سارت عليه رابطة العالم الإسلامي التي نوهت بالقرار وأكدت أنه كان ل”ضرورة ملحة تفرضها الأحكام الشرعية والتدابير الوقائية”.
وقلصت المملكة العربية السعودية أعداد المسموح لهم بالحج هذه السنة إلى بضعة آلاف، في حين بلغ عددهم السنة الماضية أكثر من مليونين ونصف حاج، مع استثناء من يبلغ سنهم أكثر من 65 سنةً والمصابين بأمراض مزمنة، مضيفة، أن الفريضة ستتم وفق إجراءات صحية مشددة، إذ سيخضع الحجاج لفحص كورونا قبل الحج وبعده، كما سيكونون ملزمين بعده بحجر صحي لمدة 14 يوما. كما سيخضع العاملون للفحوص أيضا وتتم متابعتهم طيلة مدة إجراء المناسك، حسب ما أكده وزير الصحة السعودي في ندوة صحافية تناقلتها وسائل الإعلام الدولية، مضيفا أنه سيتم تجهيز مستشفى متكامل واللجوء إلى بروتوكولات طبية خاصة، حفاظًا على سلامة الحجاج.
وبلغ عدد المصابين بكورونا في المملكة بداية هذا الأسبوع أكثر من 164 ألف حالة.
قم بكتابة اول تعليق