رغم أن اسم سيمون سيبوني، ليس اسما معروفا لدى الجمهور العريض من المغاربة، إلا أن النخبة، وعشاق الموسيقى والمنقبين عن المواهب والأصوات الجميلة، يعرفونه جيدا. كيف لا، ومن سمع صوته لا يمكن أبدًا أن ينساه. الصوت “التينور”… الأوبرالي… صوت الفخامة والجلالة بامتياز.
ولد سيمون سيبوني بمدينة الدار البيضاء، لعائلة يهودية تهوى الفن والموسيقى. والده كان فنانًا ومغنيًا معروفًا بالعاصمة الاقتصادية ولدى اليهود المغاربة من مختلف أنحاء المملكة. وقد ربى ابنه شمعون على حب الفن والغناء، خاصة أن موهبته تفتقت في سن صغيرة. لكنه سيضطر إلى مغادرة البلاد، مع أبناء جلدته من المهاجرين إلى الدولة الجديدة، إسرائيل، حيث عاش سيمون معظم سنين حياته وحنينه إلى أيام الطفولة بوطنه المغرب.
استطاع سيمون سيبوني أن يصنع لنفسه اسما فنيا يقام له ويقعد. تخصص في غناء الأوبرا، لكنه يتقن الغناء “الشكوري” (chgouri) اليهودي المغربي أيضا. بل إنه قام بثورة في مجال الغناء الأوبرالي، حين أدمج مقاطع موسيقية عبرية في القطع الكلاسيكية المعروفة لفن الأوبرا.
غنى سيمون سيبوني في كبريات المنصات والمسارح عبر العالم، من بينها أوبرا تل أبيب، التي قدم فيها حفلا تاريخيا رائعا في نونبر سنة 2008. وهو اليوم يعيش متنقلا بين العديد من دول العالم، يقدم فنه للجمهور المتذوق في فرنسا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، دون أن ينسى بلده المغرب، حيث يحيي العديد من حفلات الزفاف وأعراس العائلات اليهودية الكبيرة التي ما تزال موجودة في المغرب، إلى جانب مشاركته في بعض التظاهرات الثقافية والفنية، مثل مشاركته قبل سنوات في حفل نظمته جمعية “كازا ميموار” في فضاء محكمة الباشا التاريخي الجميل، حيث صدح صوته إلى جانب العديد من الفنانين المغاربة مثل إلياس طه وعبير العابد، في حفل حضره العديد من أبناء الطائفة اليهودية في المغرب.
قم بكتابة اول تعليق