منذُ القدم … بدأ الإنسان القطري غناءً …. يروي قصة ماضيه … و يرسم ملامح واقعه… ويهيم بقادمٍ ينتظره … نهاماً على متن سفينةٍ نحو مجهول… و رحالاً على ظهر إبلٍ نحو مأمول .. و محارباً يستل سيفه يأبى الأفول .. و ناسكاً يدعو ربه يرجو القبول.//
موروثٌ فنيٌ زاخر…أثقل كاهل ورثته… بزخمه و ثرائه …. جيل عرف قيمة ما ورث…
أغنيةٌ قطريةٌ فريدة … مثل دانةٍ وسط اللآلىء. …رجالٌ قرروا خوض رحلتهم ….
عرفوا أنهم أهلٌ لها….حملوا على عاتقهم همّها…حتى وصلوا بها إلى بر الأمان .//
للأغنية القطرية أبطالٌ … تفخرُ بهم ….و يعتزون بها ….
(صوت الخليج)… تعرفهم و يعرفونها …… كما تعرفهم أنت …
الحلقة الثانية
الفنان الراحل (محمد الساعي )
ولد عام 1949 في براحة الجفيري بالقرب من سوق واقف ،لأبٍ من أشهر عازفي المرواس على المستويين الخليجي و العربي.//
فقد بصره رضيعا فرُزق أذناً موسيقية فريدة ، و بصيرةً أضائت له طرق النجومية ،عشق الموسيقى منذ الطفولة ، و تعلق بألة العود و تعلم العزف فأبدع وأمتع كل من كان ينصت لعزفه ، كان يعزف للسياح في منطقة (راس أبو عبود) للتأكد من قبوله لديهم ، فنال إشادةً دفعته لخوض غمار الفن .//
في عام 1968 أطلق أول أغانيه (مسكين العمي) ليقرر بعدها صقل موهبته و ثقافته موسيقية ،،، تم رفض التحاقه بأغلب معاهد الموسيقى في القاهرة ، فالتقى كوكب الشرق الفنانة (أم كلثوم) ، التي ساعدته بالانضمام لمعهد النور، فصقل موهبته و طبعها بطريقة برايل ، و تعهد الموسيقار(عبد العزيز ناصر ) برعايته ./
عرفه الجمهور من خلال الإذاعة و التلفزيون في أغنية (محتار يا بلادي) عام 1973 من كلمات الشاعر (مرزوق بشير) ، قدم العديد من الأغنيات من أجملها (يامعلقة المشموم ـ مريت صوب بيتكم ـ خسارةـ شوف القمر شحليله ـ اعذريني طال السفر )
كان يرى من أهم انجازاته الغناء في حفل نظمه الطلبة القطريون على مسرح البالون بالقاهرة بصحبة الفنانة وردة الجزائرية عام 1975، و قدم حينها أشهر أغانيه (الله ياعمري قطر) ، أغنية وطنية كتبها الشاعر عبدالله عبد الكريم و لحنها الموسيقار عبدالعزيز ناصر.///
رحل الفنان (محمد الساعي) عن عالمنا إثر أزمة قلبية في منزله بالقاهرة عام 1980 ، إلا أن ذكراه بقيت راسخة في قلوب و أذهان محبيه ، من خلال أيقونة الأغنيات الوطنية ((الله يا عمري قطر
قم بكتابة اول تعليق