حبيبة المذكوري… رائدة المسرح

هي التي قال عنها الشاعر والزجال المغربي أحمد الطيب لعلج إنها ممثلة بمواصفات خاصة، لها قدرة عجيبة على التماهي مع الأدوار التي تجسدها إلى أبعد الحدود، إلى درجة الانسلاخ تماما عن شخصيتها الحقيقية والانصهار في الشخصية التمثيلية.

إنها الفنانة المبدعة حبيبة المذكوري، التي غادرتنا سنة 2011 إلى دار البقاء، مخلفة وراءها تاريخا فنيا تداولته الأجيال والجماهير المغربية التي أحبتها في دور الأم الحنون والسيدة المتعجرفة والمرأة المتسلطة. اكتشف موهبتها الفنان والإذاعي الأستاذ عبد الله شقرون الذي أدمجها في الإذاعة الوطنية وهي لا تزال تلميذة في المرحلة الثانوية، بعد أن أعجب بصوتها وأداءها السلس وإتقانها مخارج حروف اللغة العربية الفصحى، لتصبح، في وقت وجيز، واحدة من أبرز الأصوات في الإذاعة، قبل أن يضمها إلى فرقة التمثيل الخاصة بالإذاعة الوطنية ويسند إليها في ما بعد أدوارا مركبة في أعمال تاريخية وتراثية واجتماعية، إضافة إلى أكثر من 3000 تمثيلية إذاعية.

قدمت حبيبة المذكوري في الإذاعة أيضا برنامجها الشهير “مشاكل وحلول”، لمدة سبع سنوات، قبل أن يختطفها المسرح والدراما التلفزيونية من الإذاعة وتستسلم لإغرائها، لتكون بذلك أول امرأة مغربية تطأ قدمها خشبة مسرح.

انضمت إلى فرقة “فنون” للفنان والممثل والمخرج أنور الجندي التي قضت فيها حوالي 20 سنة قدمت معها عددا من الأعمال الشهيرة مثل “ستار أكاذيبي” و”ما عندو سعد”…

ولدت حبيبة المذكوري سنة 1927، وكانت من أوائل النساء المغربيات اللواتي تجرأن على دخول عالم الفن، في زمن كان يعتبر فيه عيبا. بدأت مسيرتها الفنية في بداية الخمسينات إلى جانب فنانات قديرات مثل أمينة رشيد وفنانين صنعوا تاريخ الفن في المغرب، مثل العربي الدغمي وحمادي عمور ومحمد حسن الجندي وحمادي التونسي وعبد الرزاق حكم، وشاركت في العديد من الأعمال التي أثرت الخزانة الفنية والإبداعية للمملكة، من بينها فيلم “دموع الندم” إلى جانب الفنان محمد الحياني وفيلم “أفغانستان لماذا؟” رفقة النجمة المصرية سعاد حسني ومسلسلات “شجرة الزاوية” و”نهار الخميس” و”الشفا” ومسرحية “الدبلوم والدربوكة” وغيرها من الأعمال التي تألقت فيها إلى جانب نخبة من نجوم السينما والتلفزيون في المغرب والعالم العربي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*