محمد باطما… وحش الشعراء

قال عنه شقيقه العربي باطما، نجم مجموعة “ناس الغيوان” الأسطورية: “أخي أزجل مني”، في اعتراف منه بموهبة شقيقه، أحد أهم أعمدة مجموعة “لمشاهب”، السي محمد باطما.

لم تصل شهرته إلى شهرة شقيقه الأكبر العربي، رغم أنهما رضعا معا من ثدي الموهبة والعبقرية.

ولد سنة 1951 بالحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء لعائلة موهوبة بالفطرة، تعود أصولها إلى منطقة “ولاد سعيد” بالشاوية، قبل أن تنتقل إلى العاصمة الاقتصادية حيث عاشت على الكفاف.

ظهر اهتمام محمد باطما بالشعر والموسيقى والزجل منذ الطفولة، مثله في ذلك مثل باقي أشقائه الذين يجري عشق الفن في عروقهم. لم يتمكن من إكمال دراسته، لكنه التحق بالعمل الجمعوي وبالفرق المسرحية الشبابية في حيه في نهاية الستينات. أما مساره الفني الاحترافي فكان في بداية سنوات السبعينات مع مجموعة “تكادة” قبل أن يلتحق بعدها بمجموعة “لمشاهب” التي أبدع معها مجموعة من خيرة أغانيها التي صنعت تاريخ المجموعة وأغنت خزانة الأغنية الغيوانية التي كان السي محمد متأثرا بها. مع “لمشاهب”، حقق أول نجاحاته بأغنية “أمانة” التي كتبها ولحنها واستقبلها الجمهور بحفاوة كبيرة، قبل أن تتوالى النجاحات بعدها، بأغان عديدة مثل “داويني” و”رسامي” وغيرها من الأعمال الفنية التي كانت بمثابة صوت الشعب ولسان المواطن المقهور.

كان محمد باطما فنانا متكاملا. يكتب ويلحن ويغني بصوت قوي مبحوح يهز القلوب والأفئدة، فأصبح في ظرف سنوات قليلة عضوا أساسيا ضمن “لمشاهب” وعلامتها الفارقة، لكنه ظل محافظا على بساطته وتواضعه رغم المرتبة التي بلغها بفضل موهبته. لقب ب”وحش الشعراء” وب”شهيد الكلمة”. كان يعشق كتابة القصة أيضا، وكان قد بدأ كتابة مسلسل درامي طويل عنوانه “أرض الصخر”، تدور أحداثه في البادية المغربية التي كان يعشقها، لكن الموت لم يمهله لإتمامه، ليظل مجرد حبر على ورق دون أن يتحول إلى الشاشة.

أصيب محمد باطما بالسرطان، الذي لم يمهله طويلا فغادر دنيانا سنة 2001، مخلفا جرحا عميقا في قلوب محبيه وعشاق فنه، ومن بينهم ابناه طارق وخنساء باطما، اللذان دخلا عالم الفن إسوة بوالدهما ووالدتهما الفنانة سعيدة بيروك، عضو مجموعة “لمشاهب” أيضا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*