أوسنات هيلا مارك: أصلي من أجل علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل

أوسنات هيلا مارك، يهودية مغربية من أهم العناصر الفاعلة والنشيطة داخل “الكنيست” الإسرائيلي، حيث تقلدت العديد من المناصب وترأست عددا من اللجان المهمة. ولدت في بئر السبع سنة 1967 ترعرعت في أوفاكيم. هاجر والداها رينا وجاكوب إيدري من المغرب، حيث كانا يقيمان في مدينة الدار البيضاء، نحو إسرائيل، سنة 1956.

تتذكر أوسنات، في حديث مع موقع “موروكو جويش تايمز”، طفولتها وسنواتها الأولى في إسرائيل، قائلة “عاش والداي لسنوات وهما يؤمنان أنهما تعرضا لظلم وغبن كبيرين. فقد اصطدمت الأحلام التي كوناها عن مستقبلهما في إسرائيل بواقع مختلف، أسود ومظلم. وهو الواقع الذي صدم الكثير من اليهود المغاربة المهاجرين. لقد كانت حياتهم مختلفة تماما عن تلك التي عرفوها في المغرب. لقد عاش اليهود المغاربة، وما زالوا إلى اليوم، حياة طيبة وآمنة في المملكة. والمغرب هو البلد الإسلامي الوحيد في العالم الذي عاش فيه اليهود في أمن وأمان وتعايش تام مع المسلمين. لقد أحب الملوك العلويون اليهود دائما واحترموهم واعتبروهم جزءا لا يتجزأ من رعيتهم وأبنائهم”.

تلقت أوسنات تعليمها في مدارس كريات جات، وتابعت دراستها العليا في مجال الحقوق، وفتحت مكتب محاماة مختص في قضايا الأسرة، واستطاعت كمحامية، في ظرف 15 سنة، أن تؤسس لنفسها قاعدة مهمة من الزبائن الذين يثقون في مهارتها وكفاءتها المهنية. تتحدث عن كفاحها من أجل الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم، وتقول “نشأت وكلي وعي تام بالمعاناة التي تكبدها اليهود المغاربة، ومنهم والداي، في سنوات الهجرة الأولى إلى الدولة الجديدة التي كانت تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية وجعلتهم يعيشون في ظروف بئيسة. وهو ما منحني دفعة قوية من أجل التعلم والتطور والتقدم إلى الأمام والسعي نحو النجاح. أردت أن أثبت دائما أن اليهود المغاربة وأبناءهم ليسوا أقل شأنا أو كفاءة”.

بدأت أوسنات مسارها السياسي من حزب الليكود، الذي ناضلت في صفوفه مدة ثلاثين سنة جعلتها اليوم تصبح زعيمة في الحزب. تقول “لم يدعمني أحد. ولم أتلق مساعدة من أحد. كنت أعول على نفسي. وكل ما وصلت إليه كان بفضل الله وبفضل مجهوداتي الشخصية. أردت أن أثبت أن النساء مثلي، القادمات من أوساط مهمشة، يمكنهن تحقيق الكثير بالعمل الجاد.

كانت لعائلة أوسنات دائما ارتباط كبير بعائلتي بينتو وأبي حصيرة. كان والداها ضيفان دائما على المناسبات العائلية التي كانت تحييها العائلة. تقول “بينتو وإيدري عائلة واحدة. لم يكن والداي يقومان بأي خطوة في حياتهما دون مشورة الحاخامات ومباركتهم. ظلت هذه العلاقة رفيقة لي إلى اليوم. علاقتي بربي بينتو علاقة روحية قوية، وأبنائي وزوجي يحرصون على الحصول على مباركته في كل خطواتهم. إنه وسيلتنا الروحية للاتصال بالله الذي نحس أننا تحت مراقبته مباشرة بفضل بركة ربي بينتو”.

أما عن العلاقة بين المغرب ودولة إسرائيل، فتقول إنها علاقة في غاية الأهمية. وتضيف “الملك يحب اليهود المغاربة، سواء المقيمين هنا في إسرائيل أو الذين ما زالوا يتواجدون بالمملكة، وهم يبادلونه نفس الحب. إسرائيل مهتمة كثيرا بإقامة علاقات دبلوماسية مع المغرب. وأنا شخصيا أصلي من أجل أن يتحقق ذلك”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*