اسمه الحقيقي محمد الحريزي، لكنه اشتهر بلقب “الماريشال قيبو”، الذي منحه إياه أصدقاؤه ومعجبوه وجمهوره، (وفي رواية أخرى منحه إياه السلطان محمد الخامس) بعد أن لمسوا عزفه المتفرد و”تامعلميت” في العزف على آلة الكمان، الذي ارتبط معه بعلاقة محبة غريبة منذ أن كان صغيرا يصنع آلته بإمكانيات بدائية. أما “قيبو”، فيقال إنه لقب به نظرا لأنه كان يخفي وجهه في “قب” جلبابه، أثناء إحياءه عرسا خاصا بالسيدات.
ولد قيبو بأحد أحياء المدينة القديمة للدار البيضاء، وبالضبط في درب بوسمارة. وكانت المدينة القديمة تحتضن، آنذاك، إلى جانب رجال الحركة الوطنية المقاومين للاستعمار، عددا كبيرا من الفنانين والمبدعين مثل بوشعيب البيضاوي، الذي اشترك معه في عشق “العيطة” والفن الشعبي، والذي كان الماريشال أول من دعمه وشجعه على تأسيس فرقة “شيخات” انضم إليها وترك فيها بصمته الخاصة بعزفه المتفرد على الكمان.
تفوق الماريشال قيبو على شيخات زمنه مثل فاطمة الزابية وميلودة الدرنونية والشيخة الغالية وأصبح “شيخ الشيوخ”، الذي لا يحلو عرس أو تقام مناسبة دون أن يكون حاضرا فيها بفنه وعزفه.
تعرف الجمهور العريض على الماريشال قيبو، خلال مروره من العديد من البرامج الإذاعية، أشهرها برنامج “رفه عن نفسك”، ثم من خلال أعماله المسرحية والتمثيلية الكوميدية مع مجموعة بوشعيب البيضاوي للغناء والمسرح تحت رئاسة الفنان البشير لعلج.
اشتهر الماريشال قيبو بالعديد من الأغاني التي ظلت خالدة في ذاكرة أجيال من المغاربة إلى يومنا هذا، وتتغنى بها أسماء فنية معروفة، على رأسها أغنية “خوتنا يا الإسلام”، التي تسببت له في العديد من المشاكل مع المستعمر الذي لم يكن يتوان عن مصادرة أعماله ومنعها بسبب تمجيدها للمقاومة، مما اضطره إلى الاعتزال إلى حين حصول المغرب على استقلاله.
من بين الأغاني التي اشتهر أيضا بأداءها عيطة “خربوشة” الشهيرة، التي أعاد غناءها بأسلوب متفرد رفقة رفيقه الفنان بوشعيب البيضاوي، وأغنية “علاش تعذبني”.
تتلمذ على يد الماريشال قيبو، الذي كان مدرسة قائمة بذاتها في فن “المرساوي”، العديد من كبار نجوم العيطة مثل الراحل عبد الله البيضاوي.
قم بكتابة اول تعليق