رأى شلومو بن عامي النور في مدينة أصيلة شمال المغرب، (طنجة في رواية أخرى)، سنة 1943 لوالدين يهوديين مغربيين. هاجر مع عائلته إلى إسرائيل سنة 1956، (سنة 1955 في رواية أخرى) حيث درس التاريخ والأدب العبري في جامعة تل أبيب، وبعدها في جامعة أوكسفورد البريطانية، حيث حصل على الدكتوراه، وتخصص في التاريخ الإسباني، قبل أن يصبح أستاذا لمادة التاريخ في جامعة تل أبيب، ثم يترأس قسم التاريخ في الجامعة نفسها التي عين عميدا لها في الفترة من 1982 إلى 1986.
اهتم شلومو بن عامي بتاريخ إسرائيل والشرق الأوسط أيضا، لكنه ظل شغوفا بالتاريخ الإسباني وبكتابه سير زعماءه مثل الجنرال بريمو دي ريفيرا، الذي حكم إسبانيا من 1923 إلى 1930، وكتب عنه بن عامي سيرة تعتبر إلى اليوم مرجعا في كتب السيرة.
إلى جانب عمله مؤرخا، كان شلومو مهتما بالسياسة أيضا وبالسلك الدبلوماسي. وبحكم تخصصه في التاريخ الإسباني عين أول سفير رسمي لإسرائيل في إسبانيا من 1987 إلى 1991، قبل أن ينتخب عضوا في الكنيست الإسرائيلي ضمن قائمة حزب العمال، ثم يعين في نهاية سنوات التسعينيات وزيرا للأمن الداخلي ومسؤولا عن الشرطة الإسرائيلية في حكومة إيهود باراك، ثم وزيرا للخارجية سنة 2000.
شلومو بن عامي واحد من أكبر دعاة السلام، خاصة بين العالم العربي وإسرائيل، وقد عين نائبا لرئيس مركز توليدو الدولي للسلام، وكان كبير مهندسي معاهدة “كامب ديفيد” كما اهتم دائما بالكتابة وفي رصيده العديد من المؤلفات، باللغات الإنجليزية والإسبانية والعبرية، من بينها كتاب “خدوش الحرب، جراح السلام: التراجيديا الإسرائيلية العربية وكتاب عن الحرب الأهلية الإسبانية تحت عنوان “أصول الجمهورية الثانية في إسبانيا” وآخر بعنوان “إسبانيا بين الدكتاتورية والديمقراطية” وكتاب حول الفاشية والعنصرية في إيطاليا بعنوان “إيطاليا بين الليبرالية والفاشية”، إضافة إلى كتاب “أي مستقبل لإسرائيل؟”.
سبق لشلومو بن عامي أن التقى بجلالة الملك محمد السادس في إحدى الملتقيات بمدينة أكادير، وعرض أمامه خطته للسلام بين فلسطين وإسرائيل، كما سبق أن دخل في الجدل الذي كان دائرا حول نزع الجنسية المغربية من اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل، واعتبر أن ذلك يضرب الإرث التاريخي للمغرب في مقتل.
قم بكتابة اول تعليق