عبد العظيم الشناوي… متعدد المواهب

عبد العظيم الشناوي، الذي فقدته الساحة الفنية والثقافية الأسبوع الماضي، بيضاوي قح. من مواليد حي “درب السلطان” الشهير في العاصمة الاقتصادية، الذي تخرج منه كبار الفنانين والمبدعين والسياسيين والمقاومين ضد الاستعمار. يعتبر واحدا من أبرز الشخصيات الفنية في المغرب. فنان متعدد المواهب، يمثل ويؤلف ويقوم بالإخراج، كما سبق له أن اشتغل في حقل الإعلام والتلفزيون، قبل حتى أن يكون للمغرب تلفزيونه الرسمي، إذ انضم إلى شبكة تلفزيونية فرنسية في عهد الاستعمار، قبل أن يلتحق بالإذاعة الوطنية وبعدها إذاعة “ميدي 1” منذ إنشائها، كما كان من بين الأوائل الذين اقتحموا مجال الإشهار في المغرب.

بدأ الشناوي مسيرته في سنوات الخمسينات. كانت أول أعماله مسرحية “الصيدلي” التي أثارت اهتمام فنان كبير حينها هو البشير لعلج، فألحقه ضمن فرقته الشهيرة التي قضى إلى جانبها بضع سنوات إلى بداية الستينات، قدم خلالها العديد من العروض في سينما “فيردان” وسينما الكواكب، الشهيرتان في الدار البيضاء.

سافر إلى “أم الدنيا” مصر من أجل دراسة السينما، حيث أقام سنتين كاملتين بالقاهرة قبل أن يحصل على دبلوم الإخراج السينمائي ثم يعود إلى أرض الوطن، ويؤسس فرقة “الأخوة العربية” للمسرح سنة 1961، لأن السينما في المغرب حينها لم يكن لها وجود، وهي الفرقة التي تخرج منها عدد من نجوم الفن المغاربة، مثل ثريا جبران وأحمد السنوسي، المعروف ب”بزيز” ومصطفى الزعري والداسوكين وعبد اللطيف هلال ومحمد مجد وصلاح الدين بنموسى وسعاد صابر وزهور السليماني وغيرهم، وقدمت إلى الجمهور المغربي عددا من الأعمال المسرحية التي بصمت ذاكرته مثل “الطائش” و”الحائرة” و”انكسر الزجاج”.

قدم الشناوي على صعيد التلفزيون عددا من البرامج ذائعة الصيت في السبعينات، من بينها “فواكه للإهداء” و”مع النجوم” و”نادي المنوعات” و”قناديل في شرفات الليل”، وبرنامج “حظك هذا المساء” الذي قدمه على شاشة القناة الثانية، إضافة إلى برامجه في إذاعة “ميدي 1” من بينها “الفن في العالم”، أثبت من خلالها جدارته كإذاعي، قبل أن يعود من جديد إلى عالم المسرح والسينما، من خلال باكورة أفلامه القصيرة “المصعد الشرعي”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*