بدأ صلاح الدين الغماري مساره الإعلامي قبل سنوات طويلة، تشارف العشرين سنة، قدم خلالها نشرات الأخبار على شاشة القناة الثانية، بكل وقار، بعيدا عن “البوز” وضوضاء مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تأتي أزمة فيروس “كوفيد 19” وتحوله إلى ظاهرة إعلامية ينتظر المغاربة ظهورها كل يوم، صغيرهم قبل كبيرهم، وهو يقدم لهم على الشاشة “أسئلة كورونا”، بطريقته المتميزة في الحديث مجيبا عن مختلف تساؤلاتهم بعفوية وبحماس كبيرين، بعد أن تخلى عن لباسه الرسمي ولكنته العربية الفصحى، واعتنق الدارجة والملابس البسيطة “الكاجوال”. وكانت تلك وصفته من أجل إنجاح برنامجه الذي حقق منذ أول يوم نسبة مشاهدة بلغت 11 مليون مشاهد.
هو ابن مدينة مكناس التي رأى النور فيها في الثامن من أبريل سنة 1970 داخل أسرة متواضعة من الناحية المادية، لكنها ثرية من الناحية الثقافية. فوالده كان معلما للغة العربية، وخاله كانت له تجارب في عالم الكتابة الصحافية في أواخر سنوات الثمانينات، لذلك كان من البديهي أن يدخل صلاح الدين عالم الصحافة والإعلام من أبوابه الواسعة، وفي سن صغيرة، إذ لم يكن يتجاوز العشرين سنة حين قرر التخصص في المجال السمعي البصري، هو الذي كان يحلم منذ الطفولة وسنوات الدراسة الأولى أن يصبح صحافيا، وساهم في تحرير مواد المجلة المدرسية التي كان يشرف عليها في مرحلة الثانوي.
درس الغماري الأدب واللسانيات في مكناس قبل أن يستأنف دراسته في روسيا حيث تخصص في الصحافة الدولية، كما اشتغل بالقناة الروسية الرابعة وأقام سنوات طويلة وتزوج وأنجب أبناءه هناك، قبل أن يقرر العودة مع أسرته إلى المغرب، ويشتغل في قناة عين السبع محررا في القسم السياسي ثم توكل إليه مهمة تقديم النشرات الإخبارية، ليترأس بعد ذلك القسم الرياضي، ثم يقع عليه الاختيار من أجل أن يكون الوجه الإعلامي المقترن بكل ما له علاقة ب”كورونا”، من خلال استقبال أسئلة الناس على مواقع التواصل الاجتماعي والنزول إلى الشارع لتنوير الرأي العام وتحسيسه واستضافة شخصيات ومسؤولين لتوضيح الإجراءات والتدابير المتخذة في إطار حالة الطوارئ الصحية.
قم بكتابة اول تعليق