يعتبر الشاي المغربي جزءا لا يتجزأ من الثقافة المغربية، وعلامة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة المغربية. إنه سيد المشروبات لدى المغاربة، وحاضر بقوة على موائدهم في جميع المناسبات، أو بدون مناسبة حتى.
الشاي المغربي مختلف عن باقي أنواع الشاي الأخرى الموجودة في بلدان العالم. لأن الطريقة التي يتم تحضيره بها لا تشبهها أي طريقة، مما يجعل مذاقه متفردا ونسمته خاصة جدا.
ويحضر الشاي المغربي الذي يجمع الكل تقريبا عبر العالم، على لذته، وفق طقوس معينة، ضرورية ليكون “مغربيا”. أهمها أن يتم تحضيره مع النعناع أو بعض خلطات الأعشاب المعروفة في المملكة، مثل الزعتر والخزامى، قبل أن يضاف إليه السكر، الذي يفضل العديد من المغاربة على أن يكون على شكل “القالب”، ثم يوضع الخليط كله في “البراد” (الإبريق) ليتم “تشحيره” فوق نار هادئة، قبل أن تتم “مراجعته” للتأكد من أن مذاقه حلو ويسكب في كؤوس خاصة وعلى صينية خاصة. أما خلال التقديم، فيمكن إضافة أوراق من النعناع للزينة داخل الكؤوس لإعطاءها نكهة إضافية.
يقدم الشاي المغربي لوحده، خاصة بعد الوجبات الثقيلة، إذ عرف عنه أنه يساعد على الهضم. وقد يقدم مع الحلويات المغربية ومع المكسرات والفواكه المجففة، في الأعياد والمناسبات وعند استقبال الضيوف. ولا يمكن صبه مثلما تصب جميع المشروبات الأخرى، بل يجب أن يتم رفع “البراد” إلى أعلى قبل سكب المحتوى في الكؤوس مع الحرص على رسم ما يعرف ب “الرزيزة” (رغوة) أعلى الكأس. وتعهد مهمة تقديم كؤوس الشاي المغربي إلى شخص واحد فقط، دون غيره من الجالسين.
لا يضاهي الشاي المغربي في مذاقه أي نوع آخر من المشروبات. وقد أصبح اليوم جزءا من هوية المغرب وتراثا ثقافيا وتاريخيا مهما يحرص المغاربة على الحفاظ عليه بغض النظر عن فئاتهم الاجتماعية. فالشاي بالنعناع هو المشروب الوحيد الذي تجده في بيوت الفقراء والأغنياء، يحبه الوزير والشاوش، ويحرص على تناوله الصغير قبل الكبير. كما أنه المشروب الوحيد الذي يمكن أن يشبع من الجوع، إذا تم إرفاقه بقطعة من الخبز.
قم بكتابة اول تعليق