جيزيل حليمي… محامية القضايا الصعبة

فارقت جيزيل حليمي الحياة بعد يوم واحد من احتفالها بعيد ميلادها الثالث والتسعين. كان ذلك يوم 28 يوليوز الماضي، حين أسلمت هذه المناضلة الحقوقية والمحامية القديرة، الروح بشقتها في باريس بفرنسا، التي شهدت ذروة نجاحاتها في العديد من المجالات.

ولدت جيزيل في 27 يوليوز سنة 1927بحلق الوادي بتونس، لعائلة يهودية شرقية متواضعة. والدها إدوارد الطيب، ذو الأصول الأمازيغية، كان يعمل ساعيا في مكتب للمحاماة، ولم يرحب كثيرا بولادة الابنة جيزيل، هو الذي كان يرغب في الذكور فقط ولا يحب إنجاب الإناث.

بدأت بوادر التمرد على شخصية جيزيل في سن صغيرة. ففي سن العاشرة، خاضت إضرابا عن  الطعام في البيت دفاعا عن حقها في القراءة والمطالعة، قبل أن تثور في وجه والدتها التي أرادت أن تزوجها في مقتبل العمر، في الوقت الذي أصرت على متابعة دراستها. 

كانت جيزيل تحلم دائما بأن تصبح محامية. كانت تكره الظلم وتريد أن تدافع عن المستضعفين، لذلك اختارت القضايا الصعبة دائما، وكانت دائما في مستوى الرهان. دافعت عن الثورة الجزائرية ضد فرنسا ودافعت عن استقلال بلادها تونس مثلما دافعت بشراسة عن حقوق المرأة، ودعت النساء دائما إلى التكتل والبحث عن الاستقلالية الاقتصادية.

صادقت كبار الشخصيات الأدبية والثقافية، على رأسهم سيمون دو بوفوار وجون بول سارتر التي كانت محاميته الخاصة، دون الحديث عن الجنرال دوغول الذي كان يكن لها احتراما كبيرا أو فرانسوا ميتران التي كانت من مناصراته، وغيرهما من الشخصيات السياسية. 

كانت جيزيل حليمي كاتبة مثيرة للجدل أيضا. نشرت منذ 1988 إلى 2011، العديد من المؤلفات، من بينها “قضية المرأة” و”نساء” و”فريتنا”، على اسم والدتها، و”محامية غير محترمة” و”الكاهنة” الذي أثار جدلا كبيرا بعد أن أكدت من خلاله أن ملكة الأمازيغ الشهيرة ديهيا من أصول يهودية، أو كتابها “قصة شغف” الذي كتبته وهي في الرابعة والثمانين من عمرها. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*