عبد الله البيضاوي… سفير “العيطة”

 يعتبر عبد الله البيضاوي واحدا من أهم “الشيوخ” ورواد “العيطة” المغاربة. عرف بإتقانه أداء “العيطة المرساوية” التي كان يحبها أهل الدار البيضاء ويرددون روائعها في أفراحهم ومناسباتهم.

ازداد عبد الله البيضاوي في مدينة الدار البيضاء سنة 1949. تتلمذ على يد الفنان الشعبي المعروف بوشعيب البيضاوي الذي بدأ مع فرقته مسيرته الفنية الاحترافية سنة 1985، قبل أن ينضم إلى فرقة الماريشال قيبو التي جال معها العديد من البلدان، وقدم العديد من الأعمال الفنية والإبداعية، ليصبح في ظرف سنوات واحدا من أهم الأصوات في أداء “العيوط”، ومرجعا فنيا معترفا به في عالم “تامشياخت” خاصة بعد صدور ألبومه الأول بعنوان “والله ما عرفتو” وتكوين فرقته الخاصة التي حملت اسمه.  

عرف البيضاوي بالعديد من الأغاني التي رددها المغاربة لسنوات في جميع مناسباتهم، من بينها “يديرها الكاس آ عباس” و”حب الرمان” و”خليني نصرف مكتوبي”، إضافة إلى “العيوط” المعروفة، وعلى رأسها “خربوشة منانة” التي كان الراحل يتألق في أداءها بطريقته الخاصة وصوته المتميز.

هاجر البيضاوي سنوات طويلة إلى فرنسا، حيث عمل في أكبر وأهم الملاهي الليلية في باريس، كما أقام حفلات كثيرة في عدد من المدن الفرنسية والأوربية لصالح أبناء الجالية المغاربية المقيمة هناك، وأطلق عليه لقب “سفير العيطة”، قبل أن يرسل في طلب أبنائه وأسرته، للالتحاق به، حيث درسوا هناك وحصلوا على دبلوماتهم، بعيدا عن عالم الفن الشعبي و”العيطة”. 

عرف الراحل بالتواضع والكرم وحب الناس وعشق مهنته التي ظل وفيا لها إلى آخر رمق، حتى بعد عودته من فرنسا للاستقرار في المغرب، حيث عمل في العديد من النوادي الليلية المعروفة، وذلك رغم كبر سنه، إذ كان صوته لا يزال محافظا على قوته.

قتل عبد الله البيضاوي في ظروف غامضة في منزله بالمحمدية. وقد نتج عن الأبحاث التي أجرتها الشرطة اعتقال سائقه الخاص، الذي كان على معرفة بكل أسراره، وقتله بهدف السرقة حسب ما كشفت عنه الأبحاث، تاركا غصة في قلوب عائلته ومحبيه ومعجبيه وأصدقائه وزملاءه من الفنانين وجمهوره الذي فقد فيه واحدا من أهم الأصوات الشعبية.   

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*