نعيمة البزاز… انتحار كاتبة جريئة

لا يعرف الكثير من المغاربة المقيمين في البلد الكاتبة نعيمة البزاز، وربما لم يسمعوا باسمها إلا بعد انتشار خبر وفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، لكنها معروفة لدى المغاربة المقيمين في هولندا، ولدى الهولنديين أنفسهم، بفضل كتاباتها الجريئة عنهم، والتي تسببت لها في التهديد بالقتل وفي هجوم أخلاقي شرس عليها، أوصلها إلى حالة اكتئاب شديدة، خاصة بعد أن اضطرت إلى التوقف عن الكتابة خوفا على حياتها وحياة عائلتها وأبناءها.

ولدت نعيمة البزاز في 3 مارس سنة 1974 بمدينة مكناس، حسب ما أشارت العديد من المصادر الإعلامية، لكن أصولها تعود إلى منطقة تيغسالين نواحي خنيفرة. هاجر والداها إلى هولندا وعمرها لم يكن يتجاوز الأربع سنوات، لتستقر الأسرة بأمستردام، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها مزرية. وهو ما شكل بداية وعيها بقضايا الهجرة والاندماج والعنصرية والتميز.

بدأت الكتابة في سن مبكرة. لم تكن تتجاوز 21 سنة حين كتبت روايتها الأولى بالهولندية “الطريق إلى الشمال” التي حكت فيها قصة مهاجر مغربي ومعاناته من أجل محاولة الاندماج في مجتمع بعيد عنه دينيا وثقافيا وحضاريا، أتبعتها بروايتها “عشيقة الشيطان” ثم “المنبوذة” و”متلازمة السعادة” و”نساء فينيكس”، الحي الذي نشأت فيه في أمستردام، وحكت عن العنصرية والحقد والكراهية التي عانتها من جيرانها الهولنديين، وهي كلها كتب وروايات عن الدين والجنس والمخدرات ومرض الاكتئاب، وهو ما جر عليها سخط عائلتها ومحيطها، إلى أن قررت وضع حد لحياتها، الأسبوع الماضي. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*