“غريبة”… مكونات مختلفة بلذة واحدة

تعتبر حلوى “الغريبة” المغربية، من أفضل وأشهر الحلويات في المغرب، والتي لا تكاد تخلو منها مائدة مغربية، في مناسبة أو فرح أو عيد. تسمى أيضا في بعض المناطق “البهلة”، ويتم تحضيرها بشكل مختلف، لكنها تحتفظ دائما بمكوناتها الأساسية، والتي هي الزبدة والطحين والسكر.

تقدم “الغريبة” دائما مع الشاي المنعنع في المغرب، والذي يزيد طعمها نكهة خاصة، وهي الحلوى التي يشترك في عشقها وحب تحضيرها الفقراء مع الأغنياء، إذ لا تتطلب الكثير من التكاليف من أجل إعدادها، مقارنة بحلويات أخرى، تستعمل في تحضيرها مقادير مرتفعة الثمن. 

تردد بعض المصادر أن أصل حلوى “الغريبة” تركي. وهي موجودة أيضا في بعض بلدان المغرب العربي مثل ليبيا وتونس والجزائر، حيث يطلقون عليها “الغريبية”، كما يختلف نطق اسمها بين بلاد الشام حيت تسمى “لغرَيبَة”، وفي مصر حيث يطلقون عليها “الغُرَيِّبَة”، أما في العراق، حيث تحظى أيضا بشعبية كبيرة، فيطلقون عليها “الشكرملة”.

ويمكن القول إن “الغريبة” نوع من الحلويات التقليدية الشائعة في العديد من البلدان العربية، التي تحضر خاصة بمناسبات أعياد الفطر، وتختلف مكوناتها بين دولة عربية وأخرى، إذ هناك من يستعمل في إعدادها الطحين وهناك من يفضل الحمص أو الذرة البيضاء.

حلوى “الغريبة” غنية بالمكونات الغذائية الهامة، فهي تحتوي على الكثير من الكاربوهيدرات والبروتينات والسعرات الحرارية، إضافة إلى الدهون والدهون المشبعة، وزيرو كوليسترول.

يستعمل المغاربة في إعداد “الغريبة”، اللوز أحيانا، الذي يمنحها نكهة خاصة ومذاقا فريدا، وهي تحضر في المناسبات الكبرى مثل الأعراس أو حفلات الخطوبة وعقد القران والعقيقة، عكس “الغريبة” التقليدية الشعبية، التي تحضر مثلا بالكاوكاو، والتي لا تتطلب تكلفة عالية، وتحضر من أجل الاستهلاك اليومي. هناك أيضا من يفضل “غريبة النخالة” والتي تتميز، إلى جانب لذتها، بأنها صحية.

وقد وصلت شهرة حلوى “الغريبة” المغربية إلى مختلف بلدان العالم، لذلك لا عجب أن تخصص لها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية منشورا على صفحتها الرسمية بتطبيق “إنستغرام”، والتي يتابعها أكثر من 10 ملايين، منحت فيه وصفتها التقليدية المشهورة لتعلم المتابعين كيفية إعدادها، كما وصفها المنشور نفسه بأنها “مقرمشة” من الخارج ورطبة من الداخل مثل الزبدة، مؤكدا أنها من نوع الحلويات التي يحضرها المغاربة على طول العام.

وعرف المنشور تفاعلا كبيرا من طرف المتابعين المغاربة، الذين كتبوا تعليقاتهم بالعربية تحت صورة حلوى “غريبة”، في حين عبر العديد من الأجانب عن عشقهم لهذه الحلوى وللطبخ المغربي بصفة عامة ولثقافة البلد.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*