حين اقترح الملك الحسن ضم إسرائيل إلى جامعة الدول العربية

اقترح الملك الراحل الحسن الثاني، في بداية حكمه، على الدول العربية، ضم إسرائيل إلى جامعة الدول العربية، والاعتراف بها كدولة، مؤكدا أنها غير قابلة للزوال، وهو الاقتراح الذي أثار ضجة وجدلا كبيرا بين الرؤساء والملوك العرب.

وقال الملك الراحل، في رده على سؤال للصحافي الفرنسي إريك لوران، حول توقيت بدء اهتمامه بالنزاع العربي الإسرائيلي: “لقد بدأت أعي هذا المشكل في 1956. وكانت نقطة الضوء بالنسبة إلي، هي الحملة الفرنسية البريطانية على قناة السويس. والواقع أن الاتحاد السوفياتي كان يساند دخول إسرائيل إلى حظيرة الأمم المتحدة، رغم المعارضة القوية للعديد من البلدان، على رأسها بريطانيا. وحينما لاحظت بضع سنين بعد ذلك، تغيرا في موقف البريطانيين بمساندتهم لإسرائيل خلال حرب السويس، استخلصت أن الكل كان متفقا على أن تظل إسرائيل موجودة وأن لا يتم تدميرها أبدا. إلى جانب ذلك، ظل التعايش بين اليهود والعرب في المغرب، منذ قرون، أحد مقومات هذا البلد. لقد قمت بزيارة إلى لبنان. وخلال مأدبة عشاء، حضرها مثقفون لبنانيون، قلت لهم بحسرة إن الخلاصة أن العرب لن يتمكنوا أبدا من إيجاد حل أو تسوية للمشكل، لأن إسرائيل دولة لا يمكن أن تختفي. وبأنني لو كنت مكانهم لاعترفت بإسرائيل وأدمجتها في حظيرة الجامعة العربية، وهو التصريح الذي أثار جدلا كبيرا وتعالت الصيحات على إثره”.

وتطرق الحسن الثاني، إلى موضوع الاتصالات، التي أقامها مع مسؤولين إسرائيليين، في الكتاب نفسه قائلا: “خلال القمة التي انعقدت في الجزائر، كان القذافي يرتدي قفازات بيضاء لكي لا تتلطخ يده حينما يصافحني، لأن يدي، حسب رأيه، تدنست بعدما صافحت شيمون بيريز. وفي آخر المساء، قبل مع ذلك أن يخلع القفازات ليصافحني، فقلت له ورددت مرارا وتكرارا لكافة قادة الدول العربية، وأظن أن كلهم كانوا متفقين معي: أية مدرسة للسياسة الدولية تمنع الحوار؟ وقلت للقذافي: هل تستطيع أن تذكر لي سابقة واحدة في التاريخ الدولي والعربي ثبت فيها أن زعيما أو مفكرا رفض التحاور حتى في حالة الحرب”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*