مضاعفات ما بعد التعافي من كورونا

التعافي من كورونا، لا يعني شفاء كاملا من المرض. إذ أكدت العديد من الدراسات العلمية، التي قامت بها مجموعة من الجامعات الأمريكية والأوربية، أن مضاعفات الفيروس تظل قائمة في الجسم رغم زواله منه، ويمكن أن تستمر لأشهر طويلة.

ومن بين المضاعفات التي تحدث عنها الأخصائيون، والتي قد تدوم لأكثر من 3 أشهر، ضيق حاد في التنفس بسبب تأثي الفيروس على الرئة، وآلام المفاصل والتعب المستمر وانسداد الشرايين الذي يمكن أن يؤدي إلى الجلطة، إضافة إلى تأثيراته الجانبية على الجهاز العصبي.   

ويهاجم الفيروس، إلى جانب الرئة، العديد من أجهزة الجسم الأخرى، ويحدث بها ضررا كبير، من بينها البنكرياس والكبد والمخ والكلي، وهو ما لم يكن يتوقعه المختصون في بداية اكتشاف المرض، معتبرين أن الرئة هي العضو الوحيد الذي يدمره الفيروس.

ويتعرض مرضى “كورونا” لاضطرابات تجلط الدم، والتي يمكنها أن تتسبب في السكتات الدماغية والالتهابات الشديدة، وإلى مضاعفات عصبية تؤدي إلى الصداع والدوار وفقدان حاسة التذوق أو الشم ونوبات تشنج وتشوش وارتباك، وهي كلها أمور تؤثر على جودة الحياة التي يعيشها المتعافي من المرض.

وحسب المختصين، يحتاج مرضى كورونا إلى إعادة تأهيل قد يستمر مدة طويلة، من أجل أن يستعيدوا حركتهم الطبيعية. وسيكون على الذين استدعت إصابتهم الدخول إلى الإنعاش، الاستمرار في استعمال جهاز التنفس الصناعي لأسابيع عديدة. وكلما تقدم عمر المصاب، صعب عليه العودة إلى المستوى نفسه من قدراته الوظيفية.

وحتى المرضى الذين لم تكن إصابتهم تستدعي دخولهم المستشفى، ظلوا يعانون من تأثيرات المرض، مثل الإرهاق المستمر وضيق التنفس والسعال الدائم والشعور بالإجهاد، وهي الأعراض التي يمكنها أن تستمر لأسابيع فقط، مثلما يمكنها أن تبقى لأمد طويل. 

وخلصت دراسات عديدة إلى أن حوالي نصف المرضى الذين دخلوا المستشفيات بسبب “كورونا”، تعرضوا لمضاعفات مثل الدوار وفقدان الوعي وصعوبة التركيز والانتباه، إضافة إلى الاضطرابات في حاستي الشم والذوق والتشنجات والسكتات الدماغية وألم العضلات، في حين عانى العديد من المتعافين ضرر في العيون وفي أصابع القدم، ونقص في جهاز المناعة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*