عبد الجبار الوزير… شيخ الفكاهة المغربية

لم يكن عبد الجبار الوزير كوميديا أو ممثلا عاديا. بل كان واحدا من أعمدة المسرح المغربي، ومعشوق الجماهير التي أحبت فكاهته ومستملحاته على طريقة أهل مراكش “البهجاويين”، وتبنته داخل قلوبها سنوات طوالا.

ولد عبد الجبار بلوزير (اسمه الحقيقي) بدرب “لكزا” الشعبي الشهير بالمدينة الحمراء سنة 1928، (وفي رواية أخرى 1932)، وسط أسرة فقيرة. لم يكن حظه من التعليم وافرا (تعلم القراءة والكتابة في سجن ولعلو الشهير بالرباط، على يد مقاومين من الحركة الوطنية، حيث سجن بسبب مواقفه الوطنية ومشاركته في  حركات المقاومة الوطنية ضد الاستعمار بعد نفي سلطان البلاد،) ففضل تعلم بعض المهن البسيطة ليساعد والده الإسكافي على تدبر أمور الحياة، فامتهن العديد من الحرف التقليدية مثل صناعة الجلد والخشب، قبل أن يستهويه حب المستديرة، ليلج عالم كرة القدم وهو لم يتجاوز من العمر 15 سنة.

التحق الوزير بنادي “الكوكب المراكشي” سنة 1948 حيث لعب حارس مرمى لفريق الفتيان. لكن التمثيل سيأخذه من عالم الكرة ليدخل الفن من باب “الحلقة”، الفن الذي كان رائجا بقوة في ساحة “جامع لفنا” الشهيرة، قبل أن تلاقي مسرحياته على الركح نجاحا منقطع النظير، خاصة تلك التي جمعته برفيق الدرب والروح الراحل السي محمد بلقاس، الذي لعب إلى جواره أولى مسرحياته ضمن فرقة الأطلس الشعبي. ويتعلق الأمر بمسرحية “الفاطمي والضاوية” التي عرضت أمام السلطان محمد الخامس شخصيا، بقصر الباهية. النجاح نفسه سيرافق فناننا الكبير في مختلف محطاته الفنية مع فرق مسرحية أخرى مثل “الأمل” و”الوفاء المراكشية” التي جابت أعماله معها مختلف أنحاء العالم.

بعد ستين سنة في خدمة الفن وإضحاك الجمهور، ترجل عبد الجبار الوزير عن صهوة الحياة، تاركا وراءه رصيدا من الحب واحترام الجمهور، ومن الأعمال الفنية المتميزة، بين مسرحيات وأفلام ومسلسلات، من بينها مسرحيات “أنا مزاوك فالله” و”زواج بلا إذن” و”فضيلة والشيطان” و”الشلح والعساس” و”سيدي قدور العلمي”، و”أوليدات جامع لفنا” و”هبل تربح” و”الدار الكبيرة” و”الحراز” و”الكراب”، وأفلام “حلاق درب الفقراء” و”عبدو في زمن الموحدين” و”عقاب” و”وولد مو”…

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*