التعليم عن بعد… “الفخ” الكبير

في الوقت الذي اختارت العديد من الأسر البيضاوية التعليم الحضوري لأبنائها، عوض التعليم عن بعد، من أجل الدخول المدرسي الحالي، الذي انطلق أمس الاثنين 7 شتنبر الجاري، وبعد أن سارعت إلى شراء الدفاتر والكتب المدرسية ودفع جميع المصاريف المتعلقة بعمليتي التسجيل والتأمين، بالنسبة إلى التعليم الخصوصي، وكانت على أتم الاستعداد من أجل نقل أبنائها إلى مدارسهم بعد توقف عن الدراسة دام شهورا، فوجئ الآباء وأولياء الأمور، بقرار الحكومة الصادر ليلة الأحد الماضي والقاضي بإغلاق جميع المؤسسات التعليمية في البيضاء لمدة 14 يوما، واعتماد الدراسة عن بعد في جميع مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي بكل الأسلاك والمؤسسات التابعة للبعثات الأجنبية، في مجموع عمالات مقاطعات المدينة، بعد أن سجلت العاصمة الاقتصادية، وحدها، حوالي 1000 حالة إصابة بفيروس “كورونا”، حسب الأرقام المعلن عنها.

قرار اعتماد صيغة التعليم عن بعد، الذي كان متوقعا، تسبب للأسر في وضعية ارتباك كبير، خاصة أن نسبة كبيرة منها اختارت التعليم الحضوري والمغامرة بصحة أبنائها، لأنها لم تجد بديلا أو حلا آخر، في ظل اضطرار الأب والأم إلى الخروج إلى العمل يوميا، مما يجعل مسألة ترك الأبناء وحدهم في البيت غير ممكنة، ويجعل مسألة تدبيرها شبه مستحيلة، خاصة بالنسبة إلى الأطفال الصغار، الذين لم يبلغوا بعد السن التي تسمح لهم بتدبير شؤونهم وأمورهم بأنفسهم. ومباشرة بعد صدور القرار، بدأ تفاعل أولياء الأمور على “فيسبوك”، وهو التفاعل الذي صب أغلبه في اتجاه الرفض والاستنكار وعدم الفهم وتوجيه الاتهامات إلى الحكومة بسوء التدبير والتخبط والفوضى في اتخاذ القرارات. قرار فرض التعليم عن بعد لم يشمل فقط البيضاء، بل العديد من المدارس في مدن أخرى، مثل سلا ومراكش وغيرهما. ودعا العديد من أولياء الأمور، على “فيسبوك”، إلى المطالبة باسترداد أموالهم من الحكومة التي “نصبت لهم فخا”، و”خضعت للوبي المدارس الخاصة”، في الوقت الذي اقترح آخرون تأجيل الدخول المدرسي ب14 يوما، بدل اعتماد صيغة التعليم عن بعد.

وتم توقيف الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بمدينة الدار البيضاء لمدة 14 يوما، قابلة للتجديد في حال ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*