بعد أن أعلنت قبل أيام فقط، عن وقف تجاربها السريرية النهائية المتعلقة بلقاح “كورونا”، بعد مرض أحد المتطوعين، عادت مجموعة “أسترازينيكا” للأدوية، لتؤكد من جديد في مؤتمر عقده مسؤولوها عبر الأنترنت ، يوم أمس الخميس، أن توفير اللقاح ضد الوباء لا يزال ممكنا في نهاية السنة الجارية، أو بحلول السنة الجديدة، رغم تعليق التجارب على مشروع تطويره، والذي تقوده بشراكة مع جامعة أوكسفورد.
وقال المسؤولون إن مرض أحد المتطوعين، الذي لم يجد له الخبراء سببا أو تفسيرا، شيء متوقع، ويمكنه أن يحدث في جميع التجارب السريرية، دون أن يعني ذلك وقف البحث أو تطوير اللقاح، معتبرة تعليق تجاربها بشكل طوعي، إجراء روتيني يقع في حالة إصابة أي مشترك بأي “مرض غير واضح”، هدفه الحفاظ على نزاهة ومصداقية التجارب.
ويعتبر لقاح “أسترازينيكا” وجامعة أكسفورد البريطانية منافسا قويا للعديد من اللقاحات التي يتم تطويرها عبر العالم، والتي يبلغ عددها تسعة لقاحات توجد كلها في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وقد كان من المتوقع أن يكون أول لقاح يطرح في الأسواق العالمية بعد نجاح اختباراته في المرحلتين الأولى والثانية، قبل أن تفاجئ روسيا العالم بإصدار لقاحها، وبعدها الصين مباشرة، في حين ما تزال التجارب والاختبارات مستمرة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي جاءت متأخرة في السباق، رغم أن رئيسها دونالد ترامب أكد في تصريحات إعلامية أن اللقاح الأمريكي سيكون متوفرا قبل حلول موعد الانتخابات الأمريكية.
وتمكن لقاح “أسترازينيكا” من تطوير مضادات للفيروس في الجسم في ظرف 14 يوما، بدون تسجيل أي مضاعفات على الأشخاص، في المرحلتين الأولى والثانية من الاختبارات، كما تم التوصل من طرف فريق البحث إلى أن مناعة الجسم تزداد حين يتم حقنه بجرعتين من هذا اللقاح، وذلك في مدة قصيرة.
وكانت المرحلة الثالثة من التجارب تركز على إمكانية حماية اللقاح للجسم من الإصابة بفيروس “كورونا”، وتطوير مناعة تامة ضده، وليس مجرد تطوير أجسام مضادة له.
وتخطط “أسترازينيكا” لإنتاج ملياري جرعة من اللقاح، بالتعاون مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الأوربية والتحالف الدولي لمواجهة الجائحة، إضافة إلى الشركة الهندية “سيروم” التي تعتبر أكبر مصنع للقاحات في العالم.
قم بكتابة اول تعليق