11 شتنبر… الذكرى المشؤومة

تحل اليوم 11 شتنبر ذكرى الأحداث الإرهابية التي مست مدينة نيويورك الأمريكية قبل سنوات، في 2001، وصدمت العالم أجمع وهو يرى على شاشات التلفزيون انهيار البرجين التوأم، في مركز التجارة الدولية بحي مانهاتن الشهير، بعد أن استهدفتهما طائرات متفجرة، إضافة إلى “البنتاغون”، مقر وزارة الدفاع الأمريكية، وهي الهجمات التي خلفت 2973 قتيلا و24 مفقودا، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين.

وجهت التهمة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي بقيادة السعودي أسامة بن لادن، الذي أنكر في البداية مسؤوليته عن الحادث، قبل أن يعلنها في 2004، مؤكدا أن الدافع الذي أدى إلى الهجمات هو الدعم الأمريكي لإسرائيل وتواجد القوات الأمريكية في بلدان الإسلام والعقوبات المفروضة على العراق، هذا قبل أن تثبت التحقيقات تورط مسؤولين سعوديين من خلال منح الدعم والمساعدة المالية للشركات التابعة للخاطفين، الذين كان أغلبهم من جنسية سعودية، في الوقت الذي بدأت تنتشر فيه أخبار عن نظريات المؤامرة، التي أكد بعضها أن المسؤولين الحكوميين الأمريكيين كانوا على علم مسبق بالهجمات، وتعمدوا إغفالها، لتبرير الحرب على العراق في ما بعد، والتي خدمت مصالح “لوبي” السلاح وأغنياء الحروب، أو أن الهجمات حدثت بتدبير مشترك بين وكالة الاستخبارات الأمريكية وجهاز “الموساد” الإسرائيلي، إلى جانب النظرية الشهيرة التي رددها العرب كثيرا وصدقوها، وهي أن إسرائيل متورطة في الهجمات لتصرف الأنظار عن معاملتها للفلسطينيين، وتحصل على دعم أمريكي، وأنها حذرت الموظفين اليهود، العاملين في مركز التجارة العالمي، عن طريق مخابراتها، من الذهاب إلى مكاتبهم يومها

وإذا كانت الأحداث الإرهابية أضرت كثيرا باقتصاد مدينة نيويورك الذي كان له تأثيره أيضا على باقي الأسواق العالمية، فإنها غيرت وجه العالم تماما وحولته إلى معسكرين، واحد مع أمريكا، والثاني ضدها. وشنت بعدها أمريكا حربا كبرى على الإرهاب في العراق وفي أفغانستان، فقدت فيها العديد من جنودها وشبابها. كما نتجت عنها العديد من التغييرات في قواعد مجال السفر عبر الجو وفي تشديد المراقبة والصرامة في فرض الإجراءات الأمنية داخل المطارات، وزيادة الكراهية والعنف نحو المسلمين، الذين التصقت بهم تهمة الإرهاب

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*