أنور الجندي… مبدع من زمن الكبار

رزئت الساحة الفنية والجمهور المغربي، يوم الثلاثاء الماضي، في وفاة واحد من كبار الفنانين المغاربة هو أنور الجندي، الذي انتقل إلى دار البقاء بالمستشفى العسكري بالرباط، عن سن لا تتجاوز 59 سنة، بعد معاناة مع مرض القلب والسكري.   

أنور الجندي، الذي ظل يعالج لسنوات تحت نفقة جلالة الملك محمد السادس، هو سليل عائلة الجندي الكبيرة والمبدعة، فوالده هو الفنان القدير الراحل محمد حسن الجندي، ووالدته هي الفنانة المسرحية الراحلة فاطمة بنمزيان.

عرف الجمهور المغربي أنور الجندي في العديد من المسلسلات التلفزيونية مثل “أولاد الحلال” و”الغريق”، لكن عشقه الأول والأخير، كان للمسرح، أب الفنون، الذي وقف على ركحه ليلعب أول أدواره في عمر صغير يقارب 12 سنة. كان ذلك في مسرحية “القضية” التي ألفها والده محمد حسن الجندي سنة 1974، ولعب فيها ابنه أنور دور طفل فلسطيني، وهي المسرحية التي شاركت في العديد من المهرجانات العربية الضخمة، وبفضلها تعرف على عمالقة المسرح المغربي والعربي، أمثال الطيب الصديقي وعبد الصمد دينيا وأحمد الطيب لعلج وسميحة أيوب وهاني الروماني…

شغف أنور الجندي، منذ ريعان الطفولة والشباب، بالكتابة والتأليف والتمثيل والإخراج والفن. اهتم كثيرا بمسرح الطفل، وقدم إبداعات غزيرة في العديد من المجالات المسرحية والسينمائية والتلفزيونية والإذاعية، خلفت أصداء جيدة وجعلت اسمه يكتب بمداد من ذهب، في تاريخ الإبداع المغربي، خاصة بعد تأسيسه فرقة “مسرح فنون” سنة 1983، التي تحول اسمها إلى “مسرح فنون للحاجة فاطمة بنمزيان”، احتفاء ووفاء لذكرى والدته بعد رحيلها. عناوين كثيرة أتحف بها أنور الجندي الجمهور المغربي، من بينها مسلسلات “الوصية” و”ربيع قرطبة” و”زهر الباتول”، الذي كان آخر ظهور له على شاشة التلفزيون بعد غياب سنوات، ولعب فيه إلى جانب الفنان ربيع القاطي والمغنية سلمى رشيد، كما كان له مرور في السينما من خلال أفلام مثل “عبدو عند الموحدين”…

تميز أنور الجندي بأداء قوي، خاصة أن صوته الجهوري كان يشبه كثيرا صوت والده. كما كان فنانا قارئا ومثقفا قام بكتابة واقتباس وإخراج العديد من الأعمال المسرحية العالمية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*