يحتفل أبناء الطائفة اليهودية بالمغرب، اليوم الجمعة، برأس السنة العبرية 5781، أو “روش هاشاناه”، في ظروف استثنائية فرضها انتشار فيروس “كورونا”، والاضطرار إلى الاقتصار على أقل عدد من التجمعات داخل البيت الواحد، احتراما للإجراءات الاحترازية المفروضة للسيطرة على الوباء.
وفي الوقت الذي كان يهود المغرب، يحتفلون بهذه المناسبة المقدسة في ثقافتهم ودينهم، بالتجمع في المعابد والكنس من أجل الصلاة وفي البيوت والمنازل من أجل تقاسم فرحة الاحتفال في ما بينهم، سيضطرون هذه السنة، إلى القيام بجميع الطقوس المصاحبة لهذا العيد، بأقل عدد من الأشخاص، ليس في المغرب فقط، بل في جميع بلدان العالم، حيث يتواجدون.
ولأول مرة في التاريخ، يحرم اليهود في إسرائيل من إحياء رأس السنة العبرية، مثلما تعودوا، في الكنيس اليهودي الكبير بالقدس، الذي أغلق منذ مارس الماضي، والذي يعتبر مقر الصلاة الرسمي للدولة العبرية، حيث تعود الرئيس الإسرائيلي أن يؤدي فيه جميع الطقوس الدينية، خاصة بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية الحجر الشامل في البلاد لاحتواء فيروس “كورونا”، وذلك قبل ساعات من ظهر اليوم الجمعة، قبل بدء الاحتفالات بالمناسبة الهامة.
ويحتفل اليهود بنهاية عام 5780 وحلول سنة 5781 حسب التقويم اليهودي.
وتتخلل يوما العيد صلوات خاصة به وتلاوة في نصوص التوراة. كما أن من الشعائر الأساسية المتبعة في العيد هي نفخ البوق (الشوفار) في الكنيس. ويعتبر النفخ رمزا لكبش الفداء الذي من به الله على إبراهيم عندما همّ بذبح نجله إسحاق تلبية لأمره تعالى. وكانت أضحية إسحاق، حسب العقيدة اليهودية في رأس السنة العبرية.
وبعد صلاة العصر في أول يوم العيد، يتوجه اليهود إلى مصدر للمياه لتلو صلاة “التشليخ”. يتم إلقاء قطع من الخبز في الماء، رمزا ل”إلقاء” الخطايا التي ارتكبها الفرد خلال العام المنصرم، ثم يعايد اليهود بعضهم البعض بمباركة سنة جيدة (بالعبرية: شانا توفا).
ومن المتبّع في هذا العيد ارتداء ملابس جديدة بيضاء، رمزا للنقاء. كما تجتمع العائلات عشية “روش هاشاناه” لتناول وجبة العيد العائلية. أما بالنسبة إلى أطعمة رأس السنة العبرية، فهي تفاح مغموس بالعسل (يرمزان لسنة حلوة مفعمة بالأفراح)، والخبز بالعسل (على عكس بقية أيام السنة حيث يتم غمسه بالملح)، ثم الكراث والشمندر والتمر والقرع (رمزا لفناء الأعداء)، وذلك حسب ما ذكرت صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” على موقع “فيسبوك”، وهي الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
قم بكتابة اول تعليق