كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نهاية الأسبوع الماضي، عن توتر في العلاقة بين العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وابنه وولي عهده محمد بن سلمان، بخصوص اتفاقات التطبيع مع إسرائيل التي تمت بين الدولة العبرية والإمارات، وبعدها البحرين، برعاية سعودية، والتي لم يكن ملك السعودية على علم بكامل تفاصيلها من طرف ابنه، الحاكم الفعلي اليوم في مملكة آل سعود، مما تسبب في غضبه ودخوله في صراع معه.
وذكرت الصحيفة نفسها، أن ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى التحالف مع أمريكا وإسرائيل من أجل مواجهة العدو الإيراني، رفض إطلاع والده على تفاصيل الاتفاقات التي وصفتها الولايات المتحدة الأمريكية ب”التاريخية”، خشية أن يعارضها ويعرقل إتمامها.
وأوعز العاهل السعودي، إلى بعض الأمراء، بضرورة تدارك الموقف، والتعبير عن وجهة نظر مخالفة في بعض الصحف ووسائل الإعلام السعودية، التي تفيد بأن المملكة ستظل مؤيدة دائما لحقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وملتزمة بمقاطعة جميع أشكال التطبيع والتعاون مع إسرائيل. كما أصدر تعليماته، حسب ما ذكرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، لوزير خارجيته، من أجل التأكيد على الالتزام الصريح للمملكة السعودية بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية قبل البدء بأي محادثات كيفما كان نوعها تعنى بالسلام مع إسرائيل.
ورغم أن العديد من المتخصصين يستبعدون تطبيعا علنيا صريحا للسعودية مع إسرائيل، على الأقل في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، إلا أن شخصيات إسرائيلية بارزة ومطلعة، أكدت أن مملكة آل سعود في طريقها نحو عقد اتفاق سلام مع الدولة العبرية، ومن بينها يوسي كوهين، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.
واكتفت السعودية، إلى اليوم، بدعم اتفاقات السلام مع إسرائيل من طرف بلدان الخليج، من بينها الإمارات والبحرين، كما سمحت، في خطوة غير مسبوقة ولها معناها، للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في مجالها الجوي.
ووقعت البحرين والإمارات وإسرائيل، اتفاقيات السلام بينهم، الثلاثاء الماضي، بشكل رسمي، في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف الاتفاقات بالتاريخية ولمّح إلى اتفاقات مثيلة مع بلدان عربية أخرى في المستقبل القريب، ذكرت وسائل الإعلام المغرب من بينها.
قم بكتابة اول تعليق