سعاد حسن… أم كلثوم المغرب

اسمها الحقيقي سعاد الحمداوي، لكن الجميع يعرفها بسعاد حسن، الاسم الفني الذي اختاره لها الفنان وعازف العود الحاج يونس، قبل سنوات طويلة على الشهرة.

رأت النور في مدينة اليوسفية في 11 مارس من سنة 1958، قبل أن تنتقل عائلتها إلى مدينة الدار البيضاء، وتستقر بدرب السلطان الشهير، حيث قضت سعاد طفولتها وجزءا كبيرا من شبابها.

احترفت سعاد حسن، التي يلقبها الجمهور بأم كلثوم المغرب، الغناء في سن صغيرة، إذ حملت الميكروفون في السهرات العائلية والأعراس والحفلات، وسنها لا يتجاوز 18 سنة، لتبهر المستمعين بقوة صوتها وأداءها المتميز للأغاني الطربية، وكلاسيكيات الأغنية المغربية، خاصة “الريبيرتوار” الخاص بالديفا المغربية نعيمة سميح، والذي يشبه الكثيرون صوتها بها. “لا يزعجني أبدا أن يشبه الجمهور صوتي بصوت فنانة كبيرة من حجم نعيمة سميح، تحظى بمحبة كبيرة لدى المغاربة”، تقول سعاد في أحد حواراتها.

هاجرت سعاد حسن المغرب سنوات نحو بلجيكا، متأثرة بوفاة ابنها الشاب الذي ذهب ضحية المرض الخبيث، بعد أن أصيبت باكتئاب حاد، كانت مجبرة بعده على تغيير المكان والهروب نحو آفاق أخرى. لكن حب الوطن، واشتياقها للعائلة والأحباب والمقربين، جعلها تعود من جديد إلى عالم الأضواء والليل وجمهورها العاشق لصوتها.

قضت سعاد حسن أكثر من 40 سنة في عالم الموسيقى والغناء والفن، لكنها لن تبلغ الشهرة إلا في سن متأخرة، وبفضل “لايف” انتشر لها على “فيسبوك” وهي تغني لنعيمة سميح في أحد المطاعم البيضاوية، أوصل اسمها إلى جمهور عريض، هي التي لم تمر يوما على شاشة التلفزيون، رغم أنها واحدة من الأصوات الرائعة التي يزخر بها المغرب والعالم العربي كله.

بعد الشهرة المفاجئة، انتقلت سعاد حسن إلى عالم التمثيل، وكانت لها مشاركات متميزة في السينما والتلفزيون، كان أولها من خلال فيلم “الحاجات” للمخرج المغربي محمد أشاور، الذي أدت فيه دور بطولة تمثيليا، بدون غناء، ووقفت فيه ندا للند مع عمالقة التمثيل من أمثال فاطمة وشاي وراوية والمهدي الوزاني، قبل أن تظهر على الشاشة الصغيرة في “سيتكومات” رمضانية عرفت نجاحا وإقبالا كبيرا من الجمهور الذي أعجب أيضا بعفويتها وتلقائيتها في التمثيل.