رزءت الساحة الفنية المغربية مساء أمس الاثنين، بوفاة فنانة العيطة الجبلية الشهيرة شامة الزاز، بعد صراع طويل مع المرض، إذ أسلمت الروح بأحد مستشفيات مدينة تاونات، مسقط رأسها، عن عمر يناهز 70 سنة.
ونعى العديد من الفنانين المغاربة، عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها “فيسبوك”، وفاة أيقونة العيطة النسائية. إذ كتبت الفنانة لطيفة أحرار تدوينة على صفحتها قالت فيها “رحم الله الفنانة الكبيرة مغنية العيطة الجبلية شامة الزاز… صوت جميل يرحل” ووجه الممثل هشام بهلول تعزية لعائلتها ومحبيها عبر تدوينة فيسبوكية أيضا، ونشر الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، عبر صفحته الرسمية على الموقع الأزرق، صورة جمعته مع شامة، وعلّق عليها قائلا “وداعا صديقتي الغالية”.
وولدت الراحلة سنة 1953 وسط عائلة فقيرة تعيش على الرعي بأحد دواوير تاونات. غادرت المدرسة بسبب عدم قدرة الأسرة على أداء المصاريف وبعد الدوار مسافة كبيرة عن المدرسة، واضطرتها إلى الزواج برجل مسن وهي لم تتجاوز 14 سنة من عمرها.
بعد أربع سنوات من عقد قرانها، رحل الزوج إلى الدار الأخرى، تاركا شامة أرملة في عز شبابها، تعول ولدين، أحدهما مريض مقعد.
كانت شامة الزاز تخرج إلى الغابات والسهول والوديان في منطقتها من أجل الرعي وجمع الحطب وغسل الملابس. وهناك، كانت ترفه عن النفس بغناء “أعيوع”، وهي مواويل حزينة ومرتجلة كانت تتناقلها الأجيال في المنطقة. ولأن صوتها كان جميلا، سرعان ما أصبحت مشهورة ثم بدأ الطلب عليها في الأعراس والأفراح والمناسبات الصغيرة، لتبدأ مسيرتها الفنية التي تمتد اليوم على مدار أربعين سنة، متخفية تحت العديد من الأسماء المستعارة، خوفا من غضب عائلتها المحافظة، قبل أن يعرفها المغرب كله باسم شامة الزاز.
لعب شيخ الطقطوقة الجبلية محمد العروسي دورا كبيرا في مسار شامة الزاز، إذ كان اللقاء به حاسما في فتح المجال لها للانتشار أكثر، خاصة في منطقة الشمال، إذ شاركت إلى جانبه في الاحتفالات الكبرى التي كان يحييها والمناسبات والسهرات التلفزيونية، إلى أن أصبحت محبوبة لدى الجمهور الذي لقبها بأيقونة الطقطوقة الجبلية ونجمة الشمال.
قم بكتابة اول تعليق