حلت يوم 29 شتنبر الماضي، الذكرى 26 لوفاة ملك الراي الرومانسي الشاب حسني، بعد اغتياله من طرف جماعات إرهابية، أمام باب منزله في وهران، سنة 1994، وهي الذكرى التي احتفل بها “الفيسبوكيون” من عشاقه ومحبيه، من خلال نشر صوره وإعادة بث أغانيه.
كان الشاب حسني ظاهرة غنائية بامتياز في سنوات التسعينات. ولم تكن شهرته تقل عن نجوم راي كبار من حجم الشاب خالد أو الشاب مامي، اللذان انفتحت أمامهما آفاق أخرى أكثر رحابة في بلاد الغربة، ووصلا إلى العالمية، في حين ظل الشاب حسني وفيا لبلده الجزائر، إلى أن دفع الثمن رصاصة غدر قضت على حياته، لا لشيء سوى أنه كان بارقة أمل للشباب الجزائري، منحه القوة وشجعه على الحلم، في عز الفوضى والإرهاب والحرب الأهلية التي مزقت بلد المليون شهيد.
ولد حسني شقرون، وهو الاسم الحقيقي للشاب حسني، في فبراير من سنة 1968 في حي غومبيطا الشهير بوهران. كانت بداياته من خلال كرة القدم، قبل أن يصاب ويدخل المستشفى ويصبح عاجزا عن استعادة لياقته البدنية ويضطر إلى اعتزال الرياضة نهائيا، ليتفرغ إلى الغناء الذي أحبه منذ صغره، خاصة أن صوته كان يتميز بعذوبة استثنائية.
بدأ حسني مساره الفني في الأعراس وحفلات الأصدقاء والجيران، قبل أن ينتشر اسمه مثل النار في الهشيم، في الجزائر كلها، خاصة أنه كان يؤدي الأغنية التراثية بأداءه الخاص الذي لم يكن يخلو من حزن وشجن، قبل أن تتجاوز شهرته حدود الجزائر، إلى باقي بلدان المغرب العربي، خصوصا المغرب، حيث كان يحظى بمكانة خاصة وبالعديد من محبيه وعشاق أغانيه وفنه.
غنى حسني عن الحب والأبوين والهجرة والغربة والزوجة والابن وغيرها من المواضيع المختلفة. وكان يسجل الألبومات بغزارة وكأنه كان يدري أن عمره في الدنيا قصير، وهي الألبومات التي حققت مبيعات قياسية في تلك الفترة، وكان يحفظها القاصي والداني، عن ظهر قلب.
صنع الشاب حسني أسلوبا فنيا لأغنية الراي خاصا به، لم يكن ينافسه فيه أحد. ورغم أن الكثيرين حاولوا المراهنة على الأغنية العاطفية والرومانسية مثله، من أجل كسب ود الجماهير، إلا أن البصمة الخاصة لحسني جعلته متفردا لا يصل إلى مرتبته أحد، قبل أن يأتي الموت المبكر ليخلد أسطورته.
قم بكتابة اول تعليق