عادت التلميذة المنقبة، التي منعت من متابعة الدراسة بإحدى مدارس شفشاون، بسبب ارتداءها النقاب، إلى الدراسة من جديد في القسم، بعد أن اتصلت إدارتها بولي أمرها وأقنعته بضرورة خلع الحجاب حتى يتم التواصل بينها وبين المعلمين ورفاقها في الصف، بشكل جيد.
ونفت إدارة المدرسة، في تصريحات إعلامية، أن تكون المؤسسة التعليمية التابعة لإقليم شفشاون، منعت التلميذة المنقبة، التي لا يتجاوز عمرها 12 سنة، من دخول المدرسة أو قامت بطردها، وهي اليوم تتابع دراستها بشكل عاد في المؤسسة، بعد أن تم التواصل مع ولي أمرها بخصوص ارتداء النقاب، واقتنع بضرورة خلعه، والاكتفاء بالحجاب العادي.
وأكدت الإدارة نفسها، أن الأمر له علاقة بالنظام الداخلي المعمول به داخل المؤسسة، والذي يفرض على المتمدرسين التقيد بهندام لائق، والحضور بوجه مكشوف، كما أن المؤسسة.
وقامت القيامة في “فيسبوك” بخصوص قضية التلميذة المنقبة، والتي كانت حديث الموقع الأزرق نهاية الأسبوع الماضي، بين مدافع عن “حقها” وحريتها في ارتداء اللباس الذي يناسب “قناعاتها”، وبين من يرى في الأمر “شططا” في استعمال “السلطة الأبوية”، على اعتبار أن الطفلة لا تملك قرارها بيدها، نظرا لصغر سنها.
واشتعلت، كما العادة، الحرب بين دعاة الحداثة والمحافظين، على موقع “فيسبوك”، وعاد نقاش حرية اللباس من جديد ليطفو على الساحة، وخرج كبار الشيوخ والدعاة والفقهاء ليدلوا بدلوهم في الموضوع، إذ دعا محمد عبد الوهاب رفيقي، الدولة إلى التدخل من أجل حماية الأطفال من آبائهم، معتبرا فرض الأب إيديولوجيته وقناعاته الخاصة على ابنته الصغيرة وفرض النقاب عليها ومنعها من التمتع بطفولتها “جريمة” وليست أبدا حرية، كما طالبها بإنقاذها من “براثن هذا الأب المتطرف، وحمايتها جسديا ونفسيا”، قبل أن يرد الشيخ محمد الفيزازي على زميله السابق الذي طلق السلفية بالثلاث وعانق الحرية والحداثة، ليصفه ب”المنحل” و”المتفسخ” و”الديوث من الوزن الثقيل”، وتساءل ماذا كان يمكن أن يفعل لو أن ابنته فاجأته بتقديمها عشيقا لها للتعرف عليه أو بذهابها إلى الحانة للرقص واحتساء بعض كؤوس الجعة أو حتى “الروج” بعلمه.
قم بكتابة اول تعليق