يعتبر الراحل محمد مجد، واحدا من كبار نجوم السينما والتلفزيون في المغرب. عرفه الجمهور وعشقه في العديد من الأدوار الهامة التي أغنت الخزانة الفنية، من بينها دوره في أفلام “في انتظار بازوليني” و”ولد الحمرية” و”علي زاوا”، و”عود الريح” و”وبعد” و”ألف شهر” و”لحظة ظلام” و”السفر الكبير” و”ريح البحر” و”عين النساء” الذي مثل المغرب في مهرجان كان السينمائي، إضافة إلى دوره في فيلم “زيرو” للمخرج المثير للجدل نور الدين الخماري، والذي علّم في ذاكرة المشاهدين، خاصة أن الرجل تقمص فيه شخصية مختلفة تماما عن جميع الشخصيات التي سبق أن لعبها طيلة مسيرته السينمائية، التي بدأها سنة 1966.
تألق الراحل أيضا في العديد من المسلسلات، من بينها “سرب الحمام” ودواير الزمان” و”المجدوب” وسلسلة “ياك حنا جيران”، إضافة إلى المسلسل العربي “صقر قريش”.
بداياته في عالم التمثيل والفن كانت من على خشبة المسرح. كان ذلك في أواخر خمسينات القرن الماضي، حيث مر من مسرح الهواة قبل أن يلتحق بمسرح البدوي ثم بفرقة الطيب الصديقي التي تعلم فيها الكثير، إذ اشتغل تقني إنارة ثم مساعد ثالث للمخرج قبل أن يخرج بنفسه أول نصوصه المقتبسة سنة 1980 تحت عنوان “شد المنطيح”.
كانت بدايات مجد (ولد سنة 1940 في مدينة الدار البيضاء) في السينما مع المخرج مجيد الرشيش، الذي لعب معه أول أدواره في فيلم سينمائي قصير من إخراج بعنوان “6 و12″، إضافة إلى دور ثان في فيلم طويل تحت عنوان “الغابة” الذي نال الجائزة الأولى في إحدى دورات مهرجان قرطاج السينمائي بتونس في السبعينات، إضافة إلى فيلم “البراق” سنة 1970، قبل أن تتوالى أدوراه السينمائية رفقة أجيال مختلفة من المخرجين المغاربة.
شارك محمد مجد الذي حصل على وسام الاستحقاق الفرنسي للفنون والآداب من باريس والعديد من الشهادات التقديرية من بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا، في السينما العالمية أيضا، بعد أن أعجب المخرجون وصناع “الكاستينغ” بملامحه “السينيفيلية” وأداءه التمثيلي القوي والمميز. ولعل أهم أدواره في تاريخ هذه السينما يبقى فيلم “الرسالة” للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد.
قم بكتابة اول تعليق