أحمد الدغرني… المناضل الأمازيغي المثير للجدل

رزئت الحركة الأمازيغية أمس الاثنين بوفاة المناضل الأمازيغي المعروف أحمد الدغرني، بعد سنوات من معاناته مع مرض “الباركينسون”.

يعتبر الراحل، الذي ولد سنة 1947 بزاوية تادارات، وتعود أصوله إلى قبيلة آيت باعمران الشامخة، مؤسس أول حزب أمازيغي بالمغرب سنة 2005. ويتعلق الأمر بالحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، ومؤسس الكونغرس العالمي الأمازيغي، إضافة إلى تأسيسه جريدتي “أمزداي” و”تمازيغت”. وقد عرف بشراسته في الدفاع عن الثقافة الأمازيغية ونضاله من أجل قضية “تامزغا” والحقوق الثقافية واللغوية لأمازيغ المغرب، مما جر عليه العديد من المتاعب والمشاكل مع الأصوليين والمحسوبين على الحركة الإسلامية.

تلقى الدغرني تعليمه الابتدائي والثانوي بقريته ومنطقته، قبل أن ينتقل إلى مراكش، حيث تابع الدراسة بمعهد ابن يوسف بالمدينة الحمراء، ومنه حصل على شهادة الباكالوريا، قبل أن يتوجه إلى جامعة فاس لدراسة الآداب، حيث حصل على الإجازة، ليتبعها بإجازة ثانية في القانون من جامعة محمد الخامس في الرباط، خولته الاشتغال بالمحاماة، إذ انخرط منذ بداية السبعينات ضمن هيأة المحامين بالرباط.

كان الدغرني، منذ شبابه، شغوفا بالنضال وبالعمل السياسي. عرف عنه أنه كان عضوا نشيطا بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كما كان من المدافعين عن الحركة الأمازيغية وواحدا من أشهر رموزها والشخصيات التي عرّفت بها على مستوى دول العالم.

كان أيضا كاتبا وأديبا له مساهمات في العديد من المجالات مثل الأدب والتاريخ والسياسة والقانون والأمازيغية، من بينها “حياة ابن تومرت وعبد المومن بن علي الكومي” و”الحكومة الديمقراطية أو حكومة التناوب” و”الانتخابات والأحزاب السياسية المغربية” و”الكتل الاجتماعية بالمغرب” و”الحركة الأمازيغية في المغرب” و”المؤتمر الدولي الأمازيغي في المغرب” وكتاب “أصول الحكم في المغرب”، إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان “دموع الغولة” ورواية بعنوان “مدينة النهاية” وترجمة أمازيغية لقصة “روميو وجولييت”.

ظل الدغرني، إلى آخر نفس في حياته، مثيرا للجدل بسبب مواقفه ودفاعه المستميت عن حقوق الأمازيغيين، مما جعل العديدين، خاصة من التيار الإسلامي، يصفونه بالأمازيغي المتطرف، بسبب مواقفه المناهضة لما يسمى ب”القومية العربية” وبسبب انفتاحه على التطبيع مع إسرائيل، باعتبارها دولة بعيدة عن المغرب ولا مشاكل حدودية بينها وبينه.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*