دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية

أثار قرار فرنسا بتبني الرسوم المسيئة إلى الرسول محمد، وتعليقها في العديد من البنايات والميادين العامة، غضب المسلمين في العديد من بلدان العالم العربي والإسلامي، وضجة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي التي دعت إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية تحت وسم “#مقاطعة_المنتجات_الفرنسية” الذي انتشر مثل النار في الهشيم على العديد من الصفحات الفيسبوكية وعلى موقعي “تويتر” و”أنستغرام”، بل وصل الأمر بالبعض إلى المطالبة بسحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية.

واعتبر العديد من شيوخ الدين والدعاة، تعميم هذه الرسوم المسيئة إلى الرسول، بمثابة إهانة للمسلمين وديانتهم وحربا ضد الإسلام يشنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونوعا من تكريس “الإسلاموفوبيا” داخل فرنسا، علما أن العديد من البلدان الإسلامية أدانت جريمة قتل المعلم الفرنسي صامويل باتي من قبل أحد المتطرفين المسلمين.

من جهتهم، اعتبر العديد من الكتاب والمثقفين المغاربة والعرب، ما قامت به فرنسا سلوكا أرعنا ومتهورا وطائشا، لن يزيد الصراع سوى تأججا، وإعلان حرب ضد المسلمين سيكون لها تداعياتها الخطيرة على السلم الاجتماعي في فرنسا نفسها.  

وكان المدرس الفرنسي عرض الرسوم الكاريكاتورية التي سبق أن نشرتها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية، فتعرضت لهجوم إرهابي ذهب ضحيته العديد من كتاب الجريدة الساخرة، على تلاميذه، في درس حول حرية التعبير، فكان مصيره القتل والذبح من طرف إرهابي مسلم.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد في كلمته التي ألقاها أخيرا في الحفل الذي أقيم في جامعة السوربون، أن المدرس الفرنسي قتل بيد “جبناء” لأنه كان يجسد قيم العلمانية والديمقراطية التي تمثلها الجمهورية الفرنسية، مشددا على أن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية”.

وفي الوقت الذي تعاطف العديدون مع الحملة، وأخذوا منها موقفا جديا، لجأ آخرون إلى السخرية والاستهزاء من هذه الدعوة التي اعتبروها في قمة الحمق والسفاهة، خاصة أن المنتجات الفرنسية حاضرة في كل البيوت وتغزو جميع الأسواق، مذكرين بنماذج علامات ناجحة مثل أقلام “بيك” ومنتجات “دانون” وماركات “شانيل” و”ديور” و”إيف سان لوران” و”لوي فيتون” و”لانكوم” وسيارات “بوجو” و”سيتروين” و”رونو” ومقلاة “تيفال” وغيرها من المنتوجات التي لا يخلو منها بيت عربي مسلم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*