عبد الرزاق أفيلال… مسيرة نضال ومحاكمات


اسمه الكامل عبد الرزاق أفيلال العلمي الإدريسي. ولد سنة 1929. وهو واحد من أشهر النقابيين والسياسيين المغاربة، ومن بين أكثرهم إثارة للجدل، بسبب مواقفه السياسية منذ تأسيس الحركة الوطنية إلى ما بعد تخلص المغرب من الاستعمار، وتاريخه النضالي المليء بالمحطات السياسية المثيرة، ومحاكماته الشهيرة.


كان أفيلال، أحد كبار القياديين بحزب الاستقلال، من مؤسسي “الاتحاد العام للشغالين المغاربة”، الكيان النقابي التابع لحزبه، الذي خرج إلى الوجود في 20 مارس 1960، وذلك إلى جانب هاشم أمين ومحمد الدويري ومحمد الخليفة، وأصبح أمينه العام سنة 1964، ولم يغادره إلا سنة 2006، بعد حوالي 44 سنة من النضال. كما كان عضوا في المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبالكنفدرالية العامة للشغل التي انضم إليها قبل الاستقلال، والاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي كان واحدا من مؤسسيه.


هو واحد أيضا من رجالات حزب الاستقلال الأقوياء، وسياسي لا يشق له غبار. كان مهاب الجانب يثير الخوف في نفوس المعارضين والأعداء، كما كان داهية وعصيا على التطويع، حتى داخل حزبه. كان يعرف متى يمكنه أن يكشف أوراقه، مثلما كان يجيد كيف يمكنه أن يخفيها، ولا يظهرها إلا في الوقت المناسب.


حوكم قبل سنوات بتهمة تبديد الأموال في إطار ما كان يعرف قبل سنوات بملف العفورة والسليماني، وبسبب تورطه في فضيحة مشروع الحسن الثاني ومقر عمالة عين السبع التي ترأسها لسنوات طويلة، دون أن يستطيع أحد تثبيت التهم عليه.
دخل البرلمان مرات عديدة، دائما تحت يافطة حزب الاستقلال، وترأس فريقه النيابي، كما كان موجودا بقوة في جميع الهياكل التابعة لحزبه، ولم يكن يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه.


عبد الرزاق أفيلال لم يكن أبدًا وحده. بل وراءه عائلة حقيقية تسانده وتدعمه في كل خرجاته ومواقفه، على رأسها زوجته محجوبة، المرأة الحديدية التي كانت تعرف متى تتدخل لترجع الأمور إلى نصابها، حين يزل أفيلال أو “يخرج على السطر”، والتي كانت قائدة حملاته الانتخابية، وملهمته في النجاح.


توفي عبد الرزاق أفيلال، قبل أيام، بمدينة الدار البيضاء. كان ذلك يوم الأحد 25 أكتوبر، بعد سنوات طويلة أقعده فيها المرض.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*