محمد مليحي… رائد الرسامين المغاربة



يعتبر الرسام محمد مليحي رائد الفن التشكيلي بالمغرب وواحدا من رموز الحركة التشكيلية بالمملكة، الذين تعدت شهرتهم حدود الوطن، ليتم الاعتراف بموهبتهم وفنهم خارج البلاد.


ولد سنة 1936 بمدينة أصيلة شمال المغرب. درس الفنون التشكيلية والرسم بمدرسة الفنون الجميلة بمدينة تطوان قبل أن يسافر لمتابعة تكوينه وإنضاج تجربته الفنية بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يعود إلى بلده سنة 1964، ويعمل أستاذا للرسم والنحت والتصوير بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء.


كون رفقة العديد من الرسامين المغاربة المشاهير، من بينهم محمد شبعة وفريد بلكاهية ما كان يسمى بمجموعة الدار البيضاء، التي أبدعت للفن التشكيلي المغربي لوحات وأعمالا فنية مشهودا لها وأسست لمدرسة الحداثة والتجديد في مجال الفن التشكيلي في المغرب، وجعلت منه واحدا من أغلى الرسامين المغاربة وأكثرهم طلبا.


إلى جانب الرسم، كان لمليحي تجارب أخرى في مجال الثقافة، إذ نشر مقالات عديدة في مجلة أنفاس الشهيرة، كما ساهم في إطلاق موسم أصيلة الثقافي رفقة صديقه ورفيق دربه محمد بن عيسى، وزير الثقافة المغربي الأسبق، كما سبق أن تقلد عدة مناصب في وزارتي الثقافة والخارجية.


لم يكن مليحي يؤمن بأن الفن التشكيلي نخبوي، لذلك حاول طيلة مساره الفني الطويل، تقريبه إلى العامة والجمهور العادي، من خلال تنظيم عروض في فضاءات عمومية شهيرة، مثل ساحة جامع لفنا بمراكش، بعيدا عن المعارض الفنية المتخصصة والراقية.


تأثرت أعماله بالتراث والمعمار الإسلاميين، مع مسحة أوربية واضحة. كما استلهم ألوانه من طبيعة بلده المغرب وحرارة طقسه.


شارك مليحي بلوحاته في معارض دولية عديدة، واقتنت العديد من المتاحف المشهورة أعماله ولوحاته التي بيعت بمئات الآلاف من الدولارات في مزادات كبرى.


توفي مليحي الأربعاء الماضي بأحد مستشفيات باريس، متأثرا بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا، عن عمر يصل إلى 84 عاما.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*