“كورونا” يقضي على كبير المفاوضين الفلسطينيين

توفي صباح اليوم الثلاثاء، صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يطلق عليه الإعلام العربي لقب “كبير المفاوضين الفلسطينيين”، لدوره الهام الذي لعبه في قيادة المفاوضات التي ترتبت عنها اتفاقية “أوسلو” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متأثرا بمضاعفات فيروس “كورونا”، الذي أصيب به قبل أسابيع، ونقل على إثر ذلك إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية.

ولد عريقات بمدينة أريحا سنة 1955، لكن جذوره تعود إلى مدينة القدس، وبالضبط من بلدة أبو ديس.

تابع عريقات دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قبل أن يعود إلى مدينة نابلس ليشتغل أستاذا جامعيا، ثم صحافيا بجريدة “القدس”، ليصبح في ظرف سنوات واحدا من أشرس المدافعين عن القضية الفلسطينية ويشارك في جميع جولات الحوار والمفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير، ثم يعينه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كبير مستشاريه، إذ كان واحدا من المقربين منه، والذين يحظون بثقته، وكان يلقبه ب”الشيطان”، على سبيل المرح والدعابة، إيمانا منه بقدراته التفاوضية وحنكته السياسية التي لا تضاهى. وهو ما حكى عنه بتفصيل في كتابه الذي أصدره تحت عنوان “الحياة مفاوضات”.

تقلد عريقات العديد من المناصب الهامة، من بينها منصب رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية. وهو المنصب الذي استقال منه سنة 2011، بعد التحقيق الذي أجرته السلطة الفلسطينية بخصوص تسريب وثائق خاصة بالمفاوضات حصلت عليها قناة “الجزيرة”، واتضح أنها خرجت من مكتب عريقات نفسه. 

وأصيب عريقات بفيروس كورونا، قبل أسابيع، حيث تم نقله إلى أحد مستشفيات إسرائيل، وخضع للفحوصات الدقيقة ووضع تحت التنفس الاصطناعي بعد إصابته بالتهاب رئوي، تحت إشراف طاقم طبي دولي. واستقرت حالته الصحية لمدة أسابيع، كما انتشرت شائعة وفاته بعدها، لتنفيها ابنته، لكن يد الموت تمكنت منه، خاصة أنه كان يعاني العديد من الأمراض وأصيب بنوبة قلبية سنة 2012، كما سبق أن خضع للعديد من العمليات الجراحية، من بينها عملية زراعة للرئة، التي قام بها سنة 2017 بأحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية التي حصل قبل سنوات عديدة على جنسيتها، إلى جانب جنسيته الفلسطينية.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*