إيمان أغوتان… الإعلامية التي يقام لها ويقعد

إيمان أغوتان واحدة من أكفئ الإعلاميات المغربيات في زمن اكتسحت فيه الرداءة كل شيء. طريقتها في الإلقاء وحنكتها في إدارة برامجها الحوارية تنم عن ثقافة وخلفية معرفية مهمة. رزانتها وجديتها لا تمنعها من الخوض في المواضيع الجريئة التي تثير الاهتمام و”البوز”، بعيدا عن الابتذال، ودون أن تتجاوز أخلاقيات المهنة أو الخطوط الحمراء. والدليل برنامجها “بدون حرج” الذي كانت تقدمه على شاشة قناة “ميدي 1 تي في”، وحقق نسب مشاهدة قياسية لدى الجمهور المغربي، المحافظ بطبعه.

هي ابنة تاونات، وبالضبط من غفساي. لكنها تربت وترعرعت في العاصمة الرباط، قبل أن تغريها طنجة للإقامة فيها، لظروف العمل ثم الزواج والأبناء. عشقت الصحافة منذ صغرها وحلمت بامتهانها، فدخلت المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط مباشرة بعد نيلها شهادة الباكالوريا.

بداياتها كانت من خلال الصحافة المكتوبة. اشتغلت سنة 2000 محررة بالقيدومة “العلم”، وتخصصت في الاستطلاعات والربورتاجات ذات الطابع الاجتماعي، بعد فترة تدريب أشرف عليها الكاتب والصحافي الكبير الراحل عبد الجبار السحيمي، الذي كان حينها رئيس تحرير اليومية التابعة لحزب الاستقلال، ثم عملت مراسلة لتلفزيون أبو ظبي، قبل أن تلتحق بقناة “ميدي 1″، التي منحتها فرصة الظهور أمام جمهور عريض من المشاهدين، يتابع برامجها ونشراتها الإخبارية بكل شغف ومحبة.

إيمان قليلة الظهور على وسائط التواصل الاجتماعي، سواء “فيسبوك” أو “أنستغرام”، لكنها إذا ظهرت في فيديو مباشر، فلبعث رسالة هامة، للتحسيس أو التوعية، لا لشيء آخر. لا تحب الأضواء والبهرجة والمظاهر، وهي مكتفية بعملها وحياتها بين أبناءها وزوجها الإعلامي عبد الله الجعفري، الذي يشتغل معها في القناة نفسها، ومتخصص في الرياضة.

مواقفها قوية وتحترم. فهي من أشد المدافعات عن مهنة الصحافة التي تعتبرها جليلة، ومهاجمة شرسة للميوعة والرداءة التي تعبر عنها بعض المؤثرات وصاحبات “البلوغات”، اللواتي اكتسحن الميدان، وأصبحن يفتين عن غير علم ولا معرفة، في القضايا والمواضيع الهامة. هي أيضا واحدة من المدافعات عن التبرع بالأعضاء بعد الموت، وكانت من المبادرات إلى تسجيل اسمها كمتبرعة، في خطوة غير مسبوقة في الوسط الإعلامي بالمغرب وبالعالم العربي.

إنها، ببساطة، آخر الإعلاميات المحترمات.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*