عرفت سوق بيع أقراص الزنك والفيتامين سي، التي تستعمل في البروتوكول العلاجي لمرضى “كورونا”، انتعاشا كبيرا عبر الأنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد أن سجل مخزونهما نقصا حادا واختفت تقريبا من الصيدليات والمستشفيات، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس، واللجوء إلى العلاج في المنازل بالنسبة إلى الحالات غير الحرجة التي تستدعي ذلك، إضافة إلى إقبال المستهلكين على شراءها بكميات وافرة على سبيل الاحتياط.
وتباع هذه الأقراص، وأغلبها على شكل مكملات غذائية، ولا علاقة لها بالفيتامين سي 1000 وزيناسكين، الدواءان المستعملان في علاج “كورونا”، التي لا يتعدى ثمنها 20 درهما، (تباع) بأثمنة مبالغ فيها، سواء في بعض مواقع التجارة “أون لاين” أو على موقعي “فيسبوك” و”أنستغرام”، إذ تبدأ من 60 درهما وتتعدى في بعض الحالات 300 درهم، في غياب أي مراقبة من السلطات أو المصالح الصحية، مما يجعل اقتناءها واستعمالها محفوفا بالمخاطر، ومثلما يجعل الشكوك تحوم حول مدى فعاليتها.
وتعرف الصيدليات، خاصة في المدن الموبوءة بسبب الفيروس، مثل البيضاء ومراكش وطنجة وأكادير، خصاصا في أقراص الفيتامين سي والزنك، التي تكاد تكون اختفت تماما من رفوفها، بسبب الإقبال الكبير للمواطنين على شرائها، بدعوى أنها تقوي المناعة وتحمي من نزلات البرد وتساهم في الوقاية من الوباء، في الوقت الذي يتهم مواطنون أرباب الصيدليات بالتحيز لزبائنهم وبمحاولة استغلال الخصاص لبيع مكملات غذائية مشابهة، والتي يصل ثمنها إلى حوالي 200 درهم للعلبة الواحدة، وهو ما ينفيه عدد من الصيادلة الذين يتحدثون عن اضطراب في توفير المخزون في السوق، أدى إلى ندرته في بعض الصيدليات، بسبب الطلب الكبير عليه.
وازداد الإقبال على هذه النوعية من الأدوية والمكملات الغذائية، خاصة في هذه الفترة من السنة، حيث تكثر الإصابات بنزلات البرد والأنفلونزا، واقتراب الموجة الثانية من الفيروس.
وبدل اللجوء إلى الأقراص والمكملات الغذائية، ينصح الأطباء بتناول المواد الغذائية الطبيعية، التي تحتوي على أنواع مختلفة من الفيتامينات، مثل فيتامين سي، الموجود بكثرة في البرتقال والكيوي والبروكولي، كما ينصحون بتناول المواد الغنية بالزنك، لدوره الكبير في تقوية المناعة، وهو موجود في العديد من المواد الغذائية، من بينها اللحوم الحمراء وبذور اليقطين (الزريعة البيضاء) ومنتوجات البحر والسبانخ وكبد البقر والفطر والفول السوداني والكاكاو والجوز والقرنبيط والثوم.
قم بكتابة اول تعليق