يعتبر الحاج أحد سهوم، الذي توفي الخميس الماضي عن عمر يناهز 84 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، واحدا من أهرامات وكبار فناني الملحون في المغرب.
رأى النور بمدينة فاس سنة 1936 في بيئة فنية بامتياز، إذ كان والده عازفا على آلة الكمان، كما أنه ترعرع وشبّ في بيت جارة لهم كان منزلها يستضيف حلقات فنية وثقافية وتقيم سهرات لفن الملحون الذي تشبع سهوم بأصوله وهو في سن صغيرة، قبل أن يتتلمذ على يد واحد من كبار فنانيه، وهو الشيخ إدريس العلمي، الذي أعجبه بموهبته وتبناها.
انتقل أحمد سهوم إلى الإقامة في مدينة سلا في بداية الخمسينات. وهناك أسس رفقة عدد من الشيوخ أول نادي للملحون في المدينة قبل أن ينتقل سنة 1975 بالإذاعة الوطنية، حيث أشرف على عدد من البرامج الفنية مثل “مع التراث” و”ركن الأدب الشعبي” و”إطلالة على التراث” و”التراث الحي” و”البيت السعيد” و”أغاني الصباح” و”مشاهد باسمة”، إضافة إلى برنامجه الناجح الذي كان يعده ويقدمه على أثير إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم بعنوان “القول القرآني والفعل الرباني”، وأغلبها يهتم بشؤون التراث وطرب الملحون الذي يعشقه الحاج حد النخاع.
عرف اسم الحاج أحمد سهوم، في مجال البحث في الملحون أيضا. وكان مرجعا للعديد من الباحثين والراغبين في سبر أغوار هذا الفن التراثي الأصيل. إذ كرس جزءا كبيرا من حياته للتعريف به ورد الاعتبار إليه، سواء من خلال كتاباته أو من خلال ندواته ومحاضراته في العديد من بلدان العالم.
كان أيضا ناظما لقصائد الملحون وشاعرا من شعراءه الموهوبين الكبار. كان يمتح شعره من الحياة اليومية البسيطة للمواطن المغربي العادي، فكانت قصائده تخرج صادقة عفوية تترك صداها الطيب لدى المستمع لرهافة حسها وبلاغة معانيها وعمق كلماتها. ولعل أشهرها “مشموم بلادي” و”عصارة قلب” و”هاجر” و”معلمة على الطريق”…
أغنى الخزانة الوطنية بالعديد من الأشعار والقصائد التي صدرت ضمن ديوان شعر الملحون الذي أبدعه الراحل على مدار أكثر من 60 سنة، وهو الديوان الحادي عشر ضمن موسوعة الملحون التي تصدرها أكاديمية المملكة المغربية.
قم بكتابة اول تعليق