المحجوبي أحرضان… أول سياسي زار إسرائيل

يعتبر المحجوبي أحرضان، الذي توفي صباح أمس الأحد عن عمر يقارب المائة سنة، متأثرا من مضاعفات المرض (كان مصابا بالباركينسون والزهايمر)، واحدا من أبرز الوجوه السياسية في المغرب، وأحد كبار الشخصيات المدافعة عن الأمازيغية. كان من الشخصيات المثيرة للجدل، لكنه كان يحظى بمحبة الناس رغم مواقفه.

ولد أحرضان في بلدة والماس بجبال الأطلس المتوسط سنة 1921. (1924 في رواية أخرى)، لكنه سينتقل إلى مدينة آزرو من أجل متابعة دراسته الإعدادية، قبل أن يلتحق بالمدرسة العسكرية بمكناس التي تخرج منها برتبة ضابط، ليشتغل في صفوف الجيش الفرنسي، ثم يلتحق بالمقاومة والحركة الوطنية. 

عاصر أحرضان، ثلاثة ملوك، من السلطان محمد الخامس إلى جلالة الملك محمد السادس، كما شارك في ثماني حكومات وتقلد العديد من الحقائب الوزارية، أغلبها في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، إذ كان وزيرا للدفاع ثم وزيرا للفلاحة والإصلاح الزراعي ووزير دولة مكلف بالبريد والمواصلات… كما كان واليا على العاصمة الرباط، لكن علاقته بالملك الراحل كانت تتأثر بالعديد من المواقف التي كان يعبر عنها أحرضان وتثير الجدل من حوله، خاصة ما يتعلق بالقضية الأمازيغية وقضية الصحراء.

ارتبط اسم أحرضان بحزب الحركة الشعبية الذي كان واحدا من مؤسسيه بعد الاستقلال، إلى جانب الدكتور عبد الكريم الخطيب، وتقلد منصب أمينه العام منذ مؤتمره الثاني، قبل أن تتم إقالته من طرف الملك الراحل في مؤتمر استثنائي عين بدله امحند العنصر، ليؤسس في 1991 حزبا جديدا أطلق عليه اسم “الحركة الوطنية الشعبية”، قبل أن يتوحد من جديد في صف الحزب الأول بعد عفو من الحسن الثاني، ليصبح أحرضان رئيسا للحزب والعنصر أمينه العام. 

كان المحجوبي أحرضان أول سياسي يزور إسرائيل، مبعوثا من الملك الحسن الثاني إلى اليهود المغاربة بمناسبة الاحتفالات ب “لالة ميمونة”، وهي الزيارة التي تكررت مرتين وأثارت عليه زوبعة كبيرة.    

إلى جانب السياسة، كان المحجوبي أحرضان يكتب الرواية وينظم الشعر، كما كان موهوبا في الفن التشكيلي وشارك بلوحاته في معارض دولية عديدة. ألف مذكراته تحت عنوان “الزايغ”.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*