معبر الكركرات… الخيط الناظم بين المغرب وبلدان جنوب الصحراء

يعتبر معبر الكركرات الخيط الناظم الذي يسمح للمغرب بربط علاقات تجارية انسيابية مع موريتانيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو بمثابة شريان اقتصادي دولي مهم للنقل التجاري بين أوربا وإفريقيا، يقع في أقصى جنوب الصحراء المغربية ضمن المنطقة العازلة التي تقع تحت حراسة قوات “المينورسو”، التابعة للأمم المتحدة.

ويشكل المعبر صلة الوصل بين نقطتي الحراسة المغربية المتمركزة أمام الجدار العازل والحراسة الموريتانية المتمركزة داخل الأراضي المتنازع عليها قرب الحدود، ويسمح للمغرب بمراقبة عمليات التهريب والاتجار في المخدرات والبشر.

المعبر جزء من منطقة الكركرات الصغيرة التابعة للمغرب، والتي تقع على بعد 11 كيلومترا من الحدود مع موريتانيا، وتم تحديدها من طرف هيأة الأمم المتحدة بناء على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، بين المغرب وما يسمى بجبهة البوليساريو، كمنطقة عازلة فاصلة خلف الجدار الرملي.

وشكل المعبر، نقطة نزاع دائمة بين المغرب والانفصاليين الذين خرقوا اتفاقية إطلاق النار غير ما مرة، وعرقلوا حركة الشاحنات والأشخاص الذين ينتقلون عبره، ودخلوا في مناوشات مع قوات الجيش، كان آخرها قبل أسابيع، ليرد عليهم المغرب هذه المرة بتحرير المعبر بفضل قواته المسلحة الملكية الباسلة والشجاعة، التي تحركت بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، لفرض النظام والأمن في المنطقة ومنع أي توغل لعناصر البوليساريو الذين طردتهم القوات المغربية شر طردة ونظفت المعبر منهم دون إسالة قطرة دم واحدة، بعد أن فروا مثل الأرانب مخلفين وراءهم أحذيتهم وبنادقهم وخيمهم، مثلما أظهرت العديد من الفيديوهات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد نتج عن هذه العملية المظفرة ضد عصابات الانفصال إعادة فتح الطريق، وبناء جدار أمني يمكن المغرب من تأمين التحرك عبر المعبر الحدودي، في تحول إستراتيجي سيكون له ما بعده في قضية الصحراء الوطنية، حسب الملاحظين.

وأشاد المجتمع الدولي بموقف المغرب الحكيم والرزين ودفاعه المستميت من أجل حماية حدوده والحفاظ على وحدته الترابية، في الوقت الذي اعتبر العديد من المحللين أن انفصاليي البوليساريو أساءوا التقدير وارتكبوا خطأ إستراتيجيا ليجدوا نفسهم في مواجهة العالم كله الذي اعتبر خطوتهم غير مسؤولة وتفتقر إلى النضج.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*