حميد ساعدني… الإعلامي “الشاطر”

يعتبر حميد ساعدني، الذي تم تعيينه رسميا مديرا للأخبار بالقناة الثانية، قبل أيام، خلفا لسميرة سيتايل، واحدا من الوجوه الإعلامية المعروفة في الساحة، والتي تحظى باحترام وتقدير الجمهور الذي تعرف عليه منذ البدايات الأولى لقناة عين السبع، والتي كان من الجيل الأول من الإعلاميين الذين التحقوا بها.

قبل الارتماء في أحضان صاحبة الجلالة، كانت لساعدني ميول فنية ورياضية، إذ مارس الموسيقى والمسرح وكرة القدم والملاكمة لسنوات، وكان يرغب في دخول المجال السياحي بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، قبل أن تغريه مهنة المتاعب، التي دخلها من باب الشعر، هو الذي كانت والدته ترغب في أن يصبح معلما.

تخرج ساعدني، الذي يشغل أيضا عضوية المجلس الوطني للصحافة، من المعهد العالي للصحافة بالرباط، تخصص سمعي بصري، واشتغل في البداية محررا بجريدة “الميثاق”، ثم ولج أبواب الإذاعة والتلفزة الوطنية، حيث نشط العديد من البرامج التربوية على القناة الأولى، قبل أن يلتحق ب”دوزيم” في مارس سنة 1989، بعد دورة تدريبية في فرنسا، حيث قدم في البداية برامج الأطفال، قبل أن تسند إليه مهمة تقديم النشرات الإخبارية باللغة العربية، وبعدها العديد من البرامج الحوارية الناجحة، من بينها “للصحافة رأي” و”وجها لوجه”، كما تدرج في المناصب داخل القناة، إذ انتقل من رئيس تحرير إلى نائب مديرة مديرية الأخبار، وهو المنصب الذي آل إليه في نهاية المطاف بعد مغادرة المرأة الحديدية سميرة سيتايل.

شارك ساعدني، الذي سبق أن نجح في اختبارات المدرسة العليا للأساتذة، في تكوين أجيال من الصحافيين والإعلاميين، أثناء اشتغاله لسنوات أستاذا للصحافة السمعية البصرية والربورتاج التلفزيوني بمعهد الإعلام والتكوين الصحفي، بالدار البيضاء. وقد ظل تلاميذه إلى اليوم يتذكرون فيه ذلك المعلم المتواضع الذي يستمع للجميع ويبدي ملاحظاته بكل هدوء.

ولد ساعدني، الأب لثلاث بنات، في الثالث من يوليوز من سنة 1964 بالرباط، لأسرة متواضعة. وأمضى جزءا كبيرا من طفولته بخيرية الأطفال بحي العكاري الشعبي بعد وفاة والده وعدم تمكن والدته من تحمل مصاريفه، وهو ما كان له أكبر الأثر في تكوين شخصيته العصامية المتواضعة والبسيطة، التي تجعل الكثيرين يحفونه بغير قليل من المودة والتقدير.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*