بدأ اليهود أمس الخميس، إشعال أول شمعة من “حانوكا”، أو عيد الأنوار كما يطلقون عليه أيضا، وهو العيد الذي يتم خلاله إحياء ذكرى تدشين الهيكل الثاني في القدس، وإعادة حرية العبادة للشعب اليهودي بعد الثورة الشعبية التي قادها يهودا المكابي وإخوته، ضد الملوك السلوقيين الذين فرضوا على اليهود إجراءات قاسية تعارض ديانتهم، ومنها تحريم “شباط” وتحليل لحم الخنزير.
ورغم أن هذا العيد ليس عيدا رسميا في إسرائيل، ولم يتم ذكره في التوراة، مثل عيد الفصح أو كيبور مثلا، إلا أنه يحظى بمكانة خاصة وشعبية كبيرة في قلوب اليهود عبر أنحاء العالم، ففيه يشعلون الشموع في الشمعدان الثماني، بمعدل شمعة واحدة كل ليلة بعد غروب الشمس، ثم يتلون وراءها صلوات خاصة، إلى أن يتم إشعال الشموع كلها في الليلة الثامنة.
ويحرص اليهود على أن يوضع الشمعدان في مكان يمكن من مشاهدته من الخارج، وغالبا ما يكون عند النوافذ، كما يتم بالمناسبة إعداد أطباق تقليدية خاصة بالعيد مثل الكعك المقلي في الزيت وفطائر البطاطس المقلية، إضافة إلى “السفنج” بالنسبة إلى يهود المغرب، وطبق “المعقودة”. وهي الأطباق التي يشتركون في تناولها مع جيرانهم وأصدقائهم المسلمين.
وتعتبر حانوكاه مناسبة يقوم فيها اليهود بتشجيع أبنائهم على دراسة التوراة، ويمنحونهم المال والهدايا.
حانوكا مناسبة للفرح لدى اليهود، يجتمعون فيه لتحضير المأكولات التقليدية والصلاة الجماعية والاستماع إلى دروس رجال الدين والحاخامات، لكنه يأتي هذه السنة بتزامن مع أزمة كورونا، وهو ما سينعكس على الاحتفالات التي ستقام في احترام تام للإجراءات الاحترازية والوقائية ضد كوفيد 19.
قم بكتابة اول تعليق