صنفت منظمة يونيسكو ، طبق الكسكس، المعروف بالمغرب وبلدان المغرب العربي، ضمن قائمتها للتراث العالمي غير المادي، بعد موافقتها على المقترح الذي تقدمت به أربع دول هي المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا، ضمن ملف مشترك بعنوان “الكسكس: المعارف والمهارات والطقوس”.
وعبرت الدول المغاربية الأربعة، التي تقدم هذا الملف المشترك للمرة الأولى، في سابقة من نوعها، بعد أن ظلت تتنازع ملكية طبق الكسكس، كل واحدة من جانبها، عن فخرها بهذا الاعتراف الثقافي. كما تجنبت، خلال الملف الطب قدمته في شهر ناري من السنة الماضية، الحديث عن تفاصيل إعداد هذا الطبق، تجنبا الخلافات بينها، خاصة أن الوصفة تختلف من دولة إلى أخرى.
وكانت الجزائر قدمت ملفها للمنظمة العالمية، بشكل منفرد، سنة 2016، وهو ما أثار غضب المغرب الذي احتج على الأمر، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق بتقديم ملف مشترك بالنظر إلى أحقية جميع دول المغرب العربي بطبق الكسكس الشهير، ذي الأصول الأمازيغية، والذي صنفته المنظمة العالمية موروثا ثقافيا إنسانيا غير مادي.
ويصنع الكسكس، الذي يطلق عليه أيضا “سكسو ” و”كسكسو” و”كسكسي”، حسب كل دولة مغاربية، من طحين القمح أو الذرة، ويفتل على شكل حبيبات صغيرة، ويطبخ على البخار، في إناء مثقب يدعى “الكسكاس”، قبل أن يضاف إليه المرق والخضار، ثم اللحم أو الدجاج أو السمك أو القديد، خاصة بمناسبة عيد الأضحى. وذكر الكسكس في العديد من المراجع القديمة، مثل كتاب “جمهرة اللغة” لابن دريد، في القرن العاشر الميلادي، مما يدل على قدم الطبق وعراقته. كما ذكره المؤلف الحسن الوزان في إحدى كتبه، حين قال “عرف البربر بلبس البرنوس وحلق الرأس وأكل الكسكسي
قم بكتابة اول تعليق