استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس، بقصره العامر بمدينة الرباط، الوفد الإسرائيلي والأمريكي الذي قام بأول زيارة للمملكة بعد الإعلان عن اتفاق السلام والتطبيع بين المغرب وإسرائيل، وهو الوفد الذي ترأسه من الجانب الأمريكي جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب، ومن الجانب الإسرائيلي، مئير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، (يهودي مغربي) ورجل ثقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتانياهو، الذي تحدث بالدارجة المغربية، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظم على هامش الزيارة، وقال “إخواننا المغاربة، معا سنغير ملامح المنطقة بما يخدم شعبينا وشعوب جوارنا. نتطلع إلى استضافتكم في إسرائيل”، كما ردد طيلة مدة استقبالهم من طرف الملك محمد السادس، عبارة “الله يبارك في عمر سيدي”.
وتم، خلال هذه الزيارة، ذات الطابع التجاري، التوقيع على العديد من الاتفاقيات المهمة بين الدولتين، يتم بموجبها الترخيص لشركات الطيران الإسرائيلية بالقيام برحلات مباشرة إلى أرض المملكة، من أجل نقل السياح الإسرائيليين إلى المغرب، إضافة إلى أفراد الطائفة اليهودية، والعمل على إعادة فتح مكتبي الاتصال في كل من الرباط وتل أبيب، بعد إقفاله منذ سنوات إثر قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهو ما أكده ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون، خلال المؤتمر، مشيرا إلى أن مكاتب التمثيل الدبلوماسي بين المغرب وإسرائيل ستفتح في غضون أسبوعين تقريبا. كما تهم هذه الاتفاقيات تشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري في العديد من المجالات.
وقام أعضاء الوفد الإسرائيلي والأمريكي، بزيارة إلى ضريح السلطان محمد الخامس، تولاه الله برحمته، والمغفور له الملك الحسن الثاني، للترحم عليهما ووضع أكاليل الزهور على قبريهما، وهي الزيارة التي تحمل دلالة هامة نظرا للدور الذي لعبه الملكان الراحلان في حماية أبناء الطائفة اليهودية في المغرب.
ووصلت الطائرة الإسرائيلية مساء أمس، بعد إقلاعها من مطار بن غوريون، متوجهة نحو مطار الرباط سلا، في رحلة سلام مباشرة وتاريخية تجسيدا لعلاقات التعاون المشتركة. وقد حملت الطائرة التابعة لطيران “العال” الإسرائيلي، رمز “الخميسة” إلى جانب عبارة “السلام”، مكتوبة بالعربية والعبرية والإنجليزية، إضافة إلى أعلام المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
قم بكتابة اول تعليق