بدر هاري… البطل الشقي

يعتبر بدر هاري من بين أشهر الأبطال المغاربة، الذين يحظون بتقدير كبير سواء على الصعيد الوطني أو العالمي، لما قدمه في مجال “الكي وان” و”الكيك بوكسينغ”، إذ فاز في أكثر من 100 مباراة دولية وحصل على العديد من الجوائز والدروع التكريمية وتوج بطلا للعالم ثلاث مرات متتالية، وكتبت عنه الروايات والكتب (من بينها رواية تحت عنوان “الفتى الشقي” للكاتب الهولندي المغربي عبد القادر بنعلي)، وصنعت دمى تشبهه بيعت في مختلف أنحاء العالم، وطاردته الحسناوات والجميلات طمعا في نظرة منه أو ابتسامة.

ولد في أحد الأحياء الهامشية لأمستردام بهولندا في الثامن من شهر دجنبر سنة 1984، لأبوين مغربيين مغتربين. لكن أصوله تعود إلى أولاد تايمة بإقليم تارودانت بالمغرب. لم يكن أحد يتنبأ له بان يصبح بطلا ومقاتلا شرسا، هو الطفل الذي كان خجولا منطويا على ذاته، وعانى الكثير من التنمر من أصدقاء ورفاق القسم والدراسة، لكنه استطاع، أن ينتقل، بفضل مثابرته وتمرده على حياة “الغيتو”، من يوميات التهميش والفقر إلى قمة النجومية والشهرة، لكنه لم يتمكن من التخلص من نوبات الغضب التي تعتريه وتتفجر عنفا تسبب له في العديد من المشاكل القضائية سواء في هولندا أو في غيرها من بلدان العالم، بما فيها المغرب، مما جعل العديدين يتنبؤون له بنهاية مأساوية، فهو شخصية سهلة الاستفزاز سريعة الانفعال، ولا تتحكم في نوبات غضبها، مما تسبب له في مشاكل عويصة وصلت إلى السجن.

ورغم سمعته غير الطيبة بسبب عراكاته ومشاكله القانونية وسجنه، يتمتع بدر هاري بحس إنساني عال. فهو يشرف على جمعية خيرية للأعمال الاجتماعية تحمل اسمه، كما قام بالعديد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية، من بينها بناء 12 حجرة دراسية وتجهيزها لصالح إحدى المدارس الابتدائية بالقنيطرة.

يعشق بدر هاري بلده المغرب. وفيه يجد استقراره النفسي. ولا يتوانى عن رفع العلم المغربي عاليا في جميع النزالات التي خاضها وفاز بها، فهو متشبع بحب وطنه رغم سنوات الغربة التي عاشها بعيدا عنه.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*