المكتب الوطني للسكك الحديدية… فخر المغرب

كان أول خط سكة حديد يشيده المغرب على أرضه سنة 1860. كان ذلك بعد حرب تطوان، التي انتصرت فيها إسبانيا على المغرب، وكان عبارة عن خط قصير يربط بين مدينتي تطوان ومارتيل تم تفكيكه بعد توقيع اتفاقية بين البلدين.

في عام 1888، أرسلت الحكومة البلجيكية لسلطان المغرب الحسن الأول، قاطرة وعربة تتسع ل12 فردا من أجل إسالة لعابه والحصول على صفقة تزويده بخط للسكة الحديدية، لكنه وبعد استشارة العلماء والهيآت الدينية، رفضوا، معتبرين أن الأمر لا يعدو أن يكون شرا سينغص عليهم هدوء بواديهم وقراهم.

ولم يشيد المغرب الشبكة السككية إلا في سنة 1911، لكنها لم تصبح مفتوحة على النقل العمومي إلا ابتداء من سنة 1916، ليعهد في فترة الحماية الفرنسية، إلى مجموعة من الشركات بتقاسم نشاط النقل السككي، قبل أن تقرر السلطات المغربية في غشت 1963، إنشاء المكتب الوطني للسكك الحديدية.

يقول الباحث أسامة الزكاري، أثناء مروره بأحد البرامج الوثائقية على قناة “الجزيرة”، والتي اهتمت بتاريخ القطار والسكة الحديدية في المغرب، تحت عنوان “بابور البر”، إن القوى الأوربية الاستعمارية المتنافسة على المغرب (بريطانيا وفرنسا وإسبانيا) بدأت منذ سنة 1894 سباقها أمام سلطان المغرب آنذاك، من أجل الحصول على امتياز إنشاء أول خط سكة حديد في البلاد، لإيمانها بأن تحقيق مطامعها لن يكون ممكنا إلا بحل مشكلة البنية التحتية التي يجب أن تكون متينة وتسهل تنقل وحركة الجنود والعساكر والعتاد داخل التراب المغربي.

يمتد طول الشبكة السككية في المغرب إلى 3815 كيلومترا، كما يبلغ طول الخطوط 2295 كيلومترا، تشمل 137 محطة و 238 قاطرة و585 عربة للمسافرين و49 قطارا ذاتي الدفع، إضافة إلى 5498 شاحنة لنقل البضائع، و64 في المائة من السكك المكهربة التي تصل مدن طنجة وفاس والرباط والقنيطرة والدار البيضاء ووجدة ومراكش، إضافة إلى العديد من المحطات الأخرى.

ويعتبر المغرب من أوائل البلدان في القارة الإفريقية التي لجأت إلى خدمات السكة الحديدية، مما يجعل شبكته اليوم واحدة من أهم الشبكات وأكثرها تحديثا وعصرنة في المنطقة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*